عن مسلسل جن و جراح اخرى
البداية
كان خبر في صحيفة، و اجازة آخر الاسبوع، و احساس انتابني بأن “العمل” قد تتم ازالته من شبكة “نتفلكس” بسبب غضب الرأي العام، سرعان ما تحول هذا “الضجيج” الى “دافع” ساقني لمشاهدة الخمس حلقات الخاصة بالموسم الأول و في جلسة واحدة !
أحببت التصوير و التمثيل، الاخراج و الاضاءه، المؤثرات البصرية التي تم تنفيذها دون مبالغة مما جعل الاحساس بها أعلى، لكن النص كان ضعيفا بعض الشئ، العمل ذكرني بمسلسل “اشياء غريبة/stranger things” و شعرت اني اعود الى اجواء الثمانينات مع ان العمل جديد !
اول القصة مدرسة و طلاب و رحلة الى مدينة “البتراء” التاريخية، ثم موت احد الطلاب هناك، ثم نعود الى العاصمة و نرى تدفق الاحداث و لن احرق التفاصيل، قد تشعر مثلي او للدقة تتذكر دونما سبب بداية مشاهدتك لافلام الرعب البسيطة وانت صغير و لذة تلك الفترة، قد تلمس بعض التقليد للأعمال الأجنبية و الأمريكية تحديداً، ستجد ممثلين شباب شكلهم نظيف و مرتب، تشعر ان بعضهم يلعب رياضه و يعرف طريقه الى “الجيم”مع الحفاظ على الاختلاف في الشكل و اعطاء كل شخصية سمة و “كاركتر”، فهذه تحب تسجيل الاصوات حولها، و هذا لديه صفحة على الانترنت اسماها “عمان جوزب” و الاخر حزين و وحيد، و آخر متنمر، و “شلة” الحديث بينها يدور دائما دون ان يخلو من شتيمة هنا او لفظ خارج هناك .
من مجموعة الممثلين الشباب احببت سلطان الخيل الذي قام بدور “ياسين”، و الممثل السوري عبدالرزاق جركس في دور “طارق” رغم قصر الدور، ايضا سلمى ملحس في دور “ميرا”، و بان حلاوة في دور “ليلى”، هناك بطل ايضا استوقفني و لم اعرف اسمه شعرت انه ممكن ان يمثل دور نزار قباني في بداية شبابه .
هنا شباب اجتهد في “نص” قد لا يروق للبعض، في “عمل” يلمس المعتقدات الدينية لدى البعض و الابعاد الثقافية و التاريخية لدى البعض الاخر، ببساطة ارى أن المسلسل ما هو الا “برواز” وضعت بداخله صوره، احببت التفاني و الاخلاص في الوجوه المطبوعة في الصورة و هم هذا الشباب الطموح و الباحث عن فرص افضل كما احببت سخاء نتفلكس في الانتاج، لكن فعلياً لم احب عمل النجار و لا المصمم الذي رسم الإطار فظلم كل من في الصورة !
الاشكالية مع نتفلكس
العمل لا يختلف عن اي عمل اجنبي موجود على النتفلكس لذا قد تكون شبكة “نتفلكس” المنتجة للعمل غير مستوعبة للغضب الذي انتاب الشارع العربي عامة و الاردني خاصة من هذا العمل!
مما جعلها وفق بعض الاخبار المنشورة و التغريدات في تويتر، تهدد و تقاضي من سوف “يتنمر” عن العمل او يبدي رأي سئ به!
فهي قالت انها ” لن تتهاون مع اي من “هذه التصرفات” و “الألفاظ الجارحة”، دون أن تعي بأن ما أزعج فئة كبيرة من المتلقين هو بالضبط ما أزعجها “مجموعة من التصرفات” و “الفاظ جارحة” ظهرت و قيلت في مشاهد من هذا العمل، بل و “أفكار مغلوطة” عن “ثوابت” لدى الناس و معتقدات.
فنظرة المسلمين للجن واضحة “و ما خلقت الجن و الإنس الا ليعبدون”، و لدى الأغلبية الشرور تأتي من “الشيطان” و اتباعه، و هناك قصص الرعب التي تحكى عن الجن في ليالي السمر أو للتلاعب بالشعور من باب الاثارة، هي اشياء تعبر في ثقافات البشر و الناس و تسري بعد وقت داخل دمائهم و كأنها جزء من جيناتهم.
نحن نعلم ان للجن “قدرارت”تحدث بمشيئة الله” و بعضها خير و سخر لخدمة بعض الانبياء مثل ما حدث في قصة سليمان عليه السلام و ملكة سبأ بلقيس، و نعلم أن الشرور تأتي من الشياطين الذين يتبعهم الناس، و الانسان ليس ضحية فالشيطان يُزين له و يدرك انها فتنة، و دوما يُـترك الباقي لكل كائن ان يقرر كافة الأمور، و كل الأمور لا تحدث دوما -وفق معتقدنا- الا بمشيئة الله.
إن كل هذه تفاصيل “طويلة” لن يفهمها “قوم” نتفلكس و ليس من المجدي شرحها لهم فهي لا تعنيهم، لكن المؤكد اننا لا نرى ان الجن “شر قادم” يهدد العالم، فنحن نعلم بأمر وجودهم منذ البدء وانهم مخلوقات مثلنا في هذا الكوكب و يخلق الله ايضا ما لا تعلمون.
نعلم ان الله وحده يحي و يميت، لا “جنية” بنظرة عين تقتل شخص او تضعه في غيبوبه لأجل ان يعشقها انسان و تتحد معه!
نؤمن ان الشرور في الحياة تأتي دائما، و لو على شكل افكار توسوس لنا، و أن ” الشيطان” عدو لنا، و أن مكافحة الذات و “جهادها” هو أصعب المعارك “المنفردة” و اطولها استمراراً.
لذا المسافة بيننا و بين صناع العمل -الذين يحكون لنا عن ثقافتنا و مبادئنا و تركيبتنا وفق فهمهم- كبيرة، تسقط بها تفاصيل كثيره قد تجعل محاولة الاقتراب منفرة نظرا لغياب المفاهيم المشتركة و الوعي التام بالمحيط ، تماما لو كنت سأقوم بتأليف عمل درامي عن الفضاء و ما يحدث به و جميع قرائأتي كتب طهي و تدبير منزلي، سيكون العمل عن مخلوقات في كواكب اخرى تعد الاطباق التي احب و بمقادير قد اخترع وجودها طالما ان “الدراما” تسمح!
إن مس المعتقدات الايمانية للناس امر يزعجهم، و اغلب المسلمين يعلمون ان كلمة “بسم الله” هي بداية محببة للنفس في كل شئ ، كوننا نتكل عليه وحده لا شريك له، و حين يظهر شاب صغير في العمل يذر الرمال و يردد”باسم الجن” فهنا ينزعج المتلقي و لن يتقبل ما يراه بسهوله.
بالنسبة للغة المحكية و خاصة في مشاهد” السب” و التي يتردد بها اسماء اعضاء مختلفة للجسم و “حساسه” فهو امر لم يزعجني كون هذا الامر موجود لدى فئات معينة من الناس و اعتادت على الحديث بهذه الصورة المزعجة حتى في سلامها و هي طريقة بالتأكيد لا يتقبلها اي شخص يعني له احترامه لذاته.
ايضا العلاقات بين المراهقين موجوده في كل مجتمع و لم تزعجني بالقدر المرتبط ” بالفكر و القيمة”، فهنا كانت فرصة انتاجيه للعرب كي يقدموا انفسهم بشكل يعكس حقيقتهم، لكن ما تم تقديمه هو عمل ” اجنبي” آخر لكنه ناطق بالعربية ، ان فكرة ” قيم التنوع ” المطروحه من قبل نتفلكس مهمه و الأهم أن يكون هذا التنوع حقيقي و قادم من فكر الآخر و وجهة نظره الحقيقية و مخزونه التراكمي و الثقافي لا لغته فحسب.
عن الوصاية و التغريم
هنا اتوقف عند فكرة ” الوصاية و التغريم” من القائمين على اشياء كثيرة في الانترنت و العالم الافتراضي الموازي، بحيث ممكن ان يتم اغلاق حساب لك، مسح ارشيف صور كامل، ذكرياتك و سطورك و ابداعك بضغطة زر، لكونهم من يملك المواقع و سيرفرات التخزين و من يضع القوانين، علما انك فعليا حجر الاساس في تجارتهم و لست مجرد رقم افتراضي عابر!
يوتيوب حين يأخذ من المعلنين فهو يفعل لكونه يدرك حجم “المشاهدين”، نجوم “السوشل ميديا” في العالم الافتراضي و اسعارهم المبالغ بها، هي اسعار لم يكونوا يصلوا لها ان لم يوجد حمقى يتابعون “حمقى” في بعض الاحيان، هي تجارة و لعبة و صناعة جديدة، لأجلها قد يقوم افراد عاديين بتغيير اشياء عديده في صوتهم و ادائهم و ربما اشكالهم ليجعلوا من ذاتهم سلعة رابحة في هذا السوق، فقرة مسلية و ربما مضحكة او مثيرة جنسيا، و ربما بدأ بعضهم مشواره السريع و اختصره عبر فضيحة و تسريب فيديو مسجل مثل “كيم كارديشين”!
سياسة “نغتصب”، “نشوه” ، ليس من شأنك … شاهد و انت ساكت !
هي ” سياسة قديمه” متجدده و تظهر في كل عصر بشكل جديد و في حلة جديدة.
و على الرغم من كونها مرفوضة لكنها تظل موجوده!
القمع في الأنترنت في تزايد، و القائمين على الأمور فيه باتوا يقلبون على المتلقي، تارة وفق القوانين التي نوافق عليها دون ان نقرأها للاشتراك، و تارة باسم حقوق الملكية الفكرية، علما اننا في احيان كثيرة قد نجتهد للحفاظ على عمل قد يختفي، او ربما غير متواجد لدى منتجيه لعدم اكتراثهم بفكرة التوثيق و الاحتفاظ، و شعورهم ان كل شئ لحظي و له سعر و يختفي تماما كقرص فوار في كأس ماء!
هي قوانين قد تجعل من تعرضك لفئة معينه “عنصرية” و تعرض غالبية اخرى لك “حرية تعبير”.
قوانين لا تخلو من ازدواجية و المزعج بها أنها فعاله و لها تأثير.
و البعض منا لا يملك سوى ان “يحاول” التغيير حتى النفس الآخير.
المعادلة المعقدة
تاتي مع نسيج ” معقد” و ما لا يعرفه الغرب عنا اننا رصيد من الخيبات و التجارب و ان ما يؤثر في انسان “العالم الأول” في يوم، قد يستغرق معنا “قرون” لتتخلص جيناتنا مما تربينا عليه و يصعب على الآخر فهمه !
قد لا يدرك البعض أننا من فصيلة تتعلم من “الاضطهاد” كيف هو الصبر، و كيف هي السبل للوصول و الخروج، و أن “الظلم” لن يعلمنا سوى عدم التجني على الآخر كوننا ذقنا مرارته، و أننا شعوب قد تسقط و تخطئ و لكننا لا نتصالح طويلاً مع الانتكاسات و إن طالت، و أن الزحف على البطون كالديدان و التزلف امر لا يعد من شيمنا و إن مارسه بعض منا و أوصلهم لأشياء عديدة!
قد يرى البعض اننا فئة غارقة في “الازدواجية” و تسبح في محيطها، قد يعصى الفرد فينا ربه ليلاً ثم يقوم ليتوضأ و يصلي الفجر في وقته و بقلب غُسل بالندم، و إن لم يفعل فهو في ثقافتنا شخص يتحرك لكنه في تعداد الأموات طالما أن قلبه تصالح مع الذنب و مات.
لكن الحقيقة أن ما نقوم به هو محاولة تصالح مع تناقضات الواقع و اختلافاته، ندرك أننا لسنا معصومين من الخطأ، و ندرك أن الذنب “ذنب”حين نقترفه، و نعلم مما نستغفر و عن ماذا نحن نتوب و أننا للخطأ عائدون !
ندرك بأن “الآخر” آخر و نفهم عمق الحدود و الآداب الفاصلة بيننا في قوله تعالى” لكم دينكم و لي دين “.
بعبارة اخرى نحن قد نتقبل “المشهد” من اهله ، حتى و إن لم يعجبنا “النسق” الذي تسير به الاشياء، لكننا نستوعبه، و نتفهمه، و نتعايش معه دون ان نعيشه حقاً، لكوننا ندرك وفق تركيبتنا “المعقدة” ان الأشياء لا تتشابه،و اننا لا نملك وصايه على الاخرين، بل و قد نشفق و نرحم الآخر لكونه نشأ في بيئة لم تجعله يتبنى ما نتصور نحن انه الانسب لنا، و ربما هو ايضا شعر بذلك اتجاهنا، و في اعماقه يرانا مجموعة من “المعقدين” و الخارجين عن هذا العالم و جماليته !
“الاصرار” على جذب كل منا لجهة الاخر هو ما قد يشن ” معركة” لا رابح بها او منتصر حقيقي، فالاشياء تتغير وفق قناعات الاشخاص لا الارغام ، و رغم هذا التسامح مع “الآخر” قد ترانا لا نتهاون و نغضب ان وجدنا مجموعة نُعدها تنتمي لنا عقلا و ثقافة و تمضي بغتة لمدار الآخر و هي تصر و تردد أن ما تقوم به جزء من تركيبتنا و ثقافتنا بل و أنه أمر ينتمي للاسلام و لم يحرمه، نغضب لكونها تفتري على “عقيدة” واضحه يتبعها ملايين الاشخاص الذين قد يسيئون لهذا الدين، لكن المؤكد انه بمفاهيمه و انسانيته لم و لن يسئ لهم بقدر ما هم يسيئون لأنفسهم.
نحن احيانا قد لا نتضجر لو مضى الانسان و تخلى حتى عن دينه و قال انه لا ينتمي للاسلام و هذه رغبته بالقدر الذي ننزعج به من افترائه على الدين و تجنيه، لذا يأتي الهجوم احيانا مبالغ به اتجاه هذه المجموعة التي نراها تتجنى على وطن أو ثقافة أو دين، و تتعدى على “ملكية مشتركه” تشارك بها الاخرين، انها ببساطة و في هذا الموقف تزيف و تبرر رغبة مرورها للمدار الآخر متنصلة من ضعفها كفراشة ضوء تسعى لحتفها و قبل موتها تدور فيه.
لذا اتفهم حين يغضب انسان اردني قد يعنيه موروثه و ثقافته، و يزعجه ان يتم الزج برمز تاريخي لديه مثل ” البترا” و تسطيحه و الافتراء عليه، حين يدعي مسلسل بأنه “مكان” وجد لأجل اتحاد الانس و الجن فيه، و يتم تحويل هذا الارث الى “خزعبلات” و ” تخاريف” و هو لديهم “مصدر دخل” و جهة سياحية ، قد ينفر البعض من فكرة السفر لها بعد مشاهدة هذا العمل او يتردد، فمثلا لو الاحداث دارت في منطقة ذات اسم “وهمي” و صحراء “خياليه” لما غضب الناس بهذا القدر لكون العمل لم يتعرض لمكان “حقيقي” ينتمون له و يعني لهم الكثير.
انها ببساطة كلمة ” صغرتونا قدام اخواننا العرب و العالم” و هي عبارة موجعه قد لا يفهم ابعادها الا شخص عربي !
حديث جانبي(*)
جلست امامه و هي تحمل كوب القهوة بيدها و تقرأ اعتراضات الناس على مسلسل “جن” الذي عرض مؤخرا في نتفلكس، و ضعت الهاتف جانبا و التفتت بحاجب مرفوع و قالت له :
– لا أفهم المجتمع الذي يشاهد “نتفلكس” عادي ثم يصدم بعمل مثل هذا !؟
+ انها عملية “الازدواج” لدينا و هي ناتجة عن فهم للأمور مختلف .
– بمعنى ؟
+ مثلا أسافر انا و انتي معاً و نرى سيدة تدخل “شاطئ عراة” بلا ثياب .. نصمت لكوننا ندرك بأن ما يحدث هنا يتفق مع سياق ثقافة البلد الذي نزوره .. و ايضا إن اتت هي الى منطقة سياحية لدينا و فكرت بفعل الامر ذاته لن يزعجنا التفكير لأنه لم يأتي من رغبة في “التحدي” بل لكونه “سياق ثقافتها” و تود ممارسته.. و من المؤكد انها ستتردد احتراما لكون البلد الذي تزوره لا يتفق معها في هذا السياق و هذا ما كان يحدث في ازمنة سابقة … تقبل بيئة الآخر و احترام خصوصيته و فكره .
– و ” سلو بلده ” ..
+ دوما ما كنت اسمع بالعامية المصرية من يقول ده “سلو بلدهم” اي طبيعته او عُرفه .. ربما ما أزعج الشعوب الشرقية أو الناس التي شاهدت العمل أو دعينا نقول “اهل البلد” ملاحظتهم ان الجيل الجديد الآتي من رحم ارضنا يقلد ما يشاهده على هذه البرامج – نتفلكس و غيره – و يسمونه احيانا التأثر الذي يتبعه “تماهي” وهو التقمص .. و يبدأ بالتفاصيل اليوميه العاديه كوب القهوة .. حركة الجسد احيانا.. اللبس .. ردات الفعل التي اعجبتنا و ترسبت في كل منا و هكذا .. هذا ” التقليد” يخيف أهل البلد ..
– لماذا ؟
+ لكونهم يشعرون ان هناك أمر غريب يحدث .. و اشياء في سياق المجتمع سوف تتغير.. بعبارة اقصر يرون أن ” سلو بلدهم” يمس … !
– تلقائيا سوف يمس !!
و هذا امر مفهوم و عادي .. بل متوقع و ليس مفاجأة .. فطالما وضعنا تلفزيون و اشتراك و اشياء نشاهدها .. من الصعب ان نلتزم بمجتمعنا المغلق او الفطري او ما اردت ان تسميه و نبقى مثل ما كنا .. لأننا فتحناه .. و بالتالي فُتح … و الاشياء من طبيعتها في البداية أن تزيد .. و الزيادة قد يتبعها ان الاشياء تفيض .. إن كنت تود ان تحافظ على بيئة فطريه محميه .. دعها مغلقة كما هي من الأول وفق قوانينها .. فليس من المنطقي أن نجعل ابنائنا يشاهدون شيئا ما … و حين يقومون به نتسائل لم فعلتم ذلك !؟
+ كلام منطقي .. فليس من الطبيعي ان اقول لشخص شاهد هذا الامر و لا تتأثر به .. فطبيعة الانسان مؤثر و متأثر في ذات الوقت .. بالتالي خلال المشاهده مهم يكون فيه خيارات متعدده .. اضافة للشرح و التوضيح في البيت مع الأهل مع المجتمع .. مثلا أنتِ سيدة كبيرة .. شاهدتي افلام “جيمس بوند” و ممثلين غارفين في القبل .. و نساء العلاقات المتعددة بالنسبة لهم مثل كوب القهوة … و تسافرين … و تمشين مثل حرف “الألف” .. و سمعتك عطرة كورق الفل .. رغم ان لديك مثل كل البشر رغبات .. افكار .. و كل ما هو موجود لدى الآخرين من دوافع .. لكن في نهاية المطاف نحن نكف ايدينا ..
– اتصور انه حتى لدى الأجانب و الغير مسلمين ستجد اناس مثلنا .. كونه انه امر يرجع لتركيبة الانسان و ما هي قيمه التي يتبناها .. و لأي مستوى يود أن يكون رخيص ..
+ بالضبط و الى اي فكر يود ان ينتمي و اي توجه و بماذا يؤمن
– و الأهم بماذا يود أن يشعر .. مرتاح و مستقر نفسيا او منزعج رغم استسلامه لاهوائه ..
+ اذن متفقين ، فهي ليست جزئية ان يشاهد و يتأثر فحسب .. بل ماذا تؤثر أنت عليه في البيت .. و ماذا تؤثر عليه في المدرسة .. و قبل كل ذلك ما هو مدى تأثيرك على نفسك و حوارك معها.
– انه تأثير بكافة الجهات و ليس مصدر واحد فحسب .. و قصة اننا نغلق لم اعد اراها صحية .. فلا شئ في هذا الوقت مغلق للأبد .. سيأتي يوم و يفتح ..
+ و قد تجدي اغلبيه حين تفتح الاشياء يضيعوا مع القادم.. المهم في التربية دائما “المهاوده” .. أفتح بعض الشئ .. و أغلق بعض الشئ .. و الله يعين الأهالي ..
– التربية ليست سهله و المهم حين تُفتح الابواب ان يكونوا مدركين لما ورائها قبل فتحها و يعلمون بماذا سوف يقاومونه و كيف !
+ في هذه أنا معك .. فالمهم دوما ما الذي زُرع في اعماقك و داخلك .. هذه البذرة إن اقتنعت بها و اهتميت ستنموا و تزهر لا محاله ..
– إن المهم لدي حين يشاهد ابني شيئا من هذه الاشياء أن يكون مدرك بانه يحدث في بلد غير بلادنا و مع بشر نتشابه معهم في شئ و نختلف معهم في اشياء !
+ هل تعرفي ما الغريب !؟
– ماذا ؟
+ حاولت ان لا اتحدث امام ابنك عن هذا العمل بأي شئ سواء خبر او اعتراض الناس عنه و ماذا وجدت !؟
– ماذا !؟
+ انه شاهد الحلقة الاولى امس و لم يكملها موضحاً ان العمل لم يعجبه و مردداً طالما أن لديه مسلسل اجنبي في نفس السياق لماذا يشاهد هذا ، علما انه ابدا سعادته في البدء بوجود مسلسل عربي ابطاله قريبين من عمره .. و هل تعلمين ما الأغرب !؟
– ماذا !؟
+ أنا بسنواتي الأربعون شاهدت الحلقات الخمس في جلسة واحده !
ابتسمت له و هي تنهض لتمضي بعيدا عنه قائلة : ” أنا مثل أبني .. رغم حبي للمسلسلات الأجنبية لم أكمله ! “.
(*) جزء من سلسلة “حوار مستقطع”
مجهود كبير وقراءة مميزة 👍
للتو أنهيت مشاهدة حلقات المسلسل والذي لم أكن لأشاهده لولا أن قرأت هذه التدوينة، مسلسل جميل ومشوق والإخراج رائع وأتفق معك في ضعف النص
فقط اختلف معك في أنه لا يمثل الهوية أو الثقافة العربية، لأنه ببساطة الثقافة العربية متنوعة وليس هناك مجتمع يتفق تماما مع مجتمع آخر، اللبناني يختلف عن السعودي أو العراقي أو المصري أو السوداني أو المغربي الخ بل أن السعودي النجدي يختلف في وتقاليده وعاداته عن السعودي الحجازي
بالإضافة إلى أن هناك عربي مسلم يؤمن بأشياء تختلف عن ما يؤمن بها العربي المسيحي أو العربي اليهودي أو العربي اللاديني
وبس 😊
شكرا لك 🌷
outya said this on جوان 16, 2019 في 3:15 م |
اتفق معك و من هنا تأتي غزارة النسيج العربي و تعقيده الذي حاولت سينما الغرب تسطيحه في الإرهاب و الممالك و الحريم و مدعي الاسلام المتطرفين !
لذا عند الاقتراب من اي نسيج او ماده مركبه من المهم معرفة اي شريحة ستأخذ و كيف ستتعامل معها و تفكير المتلقي بالجدوى و لم تعرضت لها في الأساس !
ايضا أضيف باننا رغم النسيج المختلف تظل هناك مفاهيم مشتركة و قيم معينة يتفق عليها الجمع انسانيا رغم اختلاف انتمائتهم.
يزيد said this on جوان 17, 2019 في 4:10 ص |