يوميات اسبوعية / ٤

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+ في صباح هذا اليوم وصلتني رسالة غير متوقعة و أسعدتني، بها دعم معنوي كنت احتاجه، و صدق انساني و “بوح” من شخصية احبها و لا تبوح كثيرا!

+ ساندوتش “البيض المقلي” على سهولته صعب !
فهو يتعامل مع المقادير ببساطة لا تسمح للطاهي ان يضيف اي محسنات للطعم ان لم تكن “الجودة” منذ البداية أساس في الاختيار!

+ في منطقة “ريفير” يوجد بقالة صغيرة، ملحق بها محل جزارة و مقهى جانبي صغير، لديهم خبز رائع يُعد كل صباح، و بكميات محدودة، لا يباع أو يقدم الا عندهم، أتناوله كشطيرة مع البيض الطازج المخفوق و المطهي بزيت الزيتون الخفيف، قبل نهاية الطهو يرش على الوجه القليل جدا من الكمون و يغطى في المقلاة الساخنة لثواني، تدهن شريحة الخبز من الداخل بصوص يعد من الفلفل الأخضر الحار ثم يكبس في جهاز صغير لأقل من دقيقة، و بدون مبالغة يعد من الأطعمة التي أحببتها هنا و اسعد حين أتناولها في بعض الأحيان كلما ذهبنا هناك.

+ احيانا سبب “بسيط” يحلي المشوار.

+ من الأشياء التي احبها في تلك البقالة أيضا جوها العام و الإحساس الذي اشعر به بداخلها، البضائع مرتبة على الرفوف الحديدية بشكل واضح و مألوف يشبه محلات التموينات التي كنا نمضي لها في طفولتنا، و المساحة ليست كبيرة، يتناوب على صندوق الحساب فتاتين من “المغرب”، محجبات و مرتبات و لطيفات دونما ابتذال، خلف طاولة الجزارة يوجد”محمود” المصري، الدقيق في تقطيعه و الحريص أن يقدم لك الأفضل، حتى لو بدل لك ما اخترته و قطعه لك بلحم أفضل و جديد، صاحب المكان رجل فلسطيني شاب، يقف في المكان و يتحرك و يساعد و كأنه واحد منهم دونما تمييز، الطهاة مغربيات و شاب مغربي يتحدث المصرية، و الزبائن من الكويت و العراق و أرمن و جنسيات أخرى عديدة، تمنحك شعور بأنك في العالم العربي القديم الذي تعرف وفي أفضل حالاته من ناحية التعامل و التهذيب و الادبيات المتبعة، رغم “الغربة” و اختلاف المكان جغرافيا إلا انك تشعر “بمبادئ “راسخة”، كنت تتصور إنها في طور التلاشي لتجدها هنا تزهر و تنمو من جديد!

+ نعمة ان نبكي “معاً”، و نضحك “معاً”، لا تقدر بثمن!

+ ” الشهوة” ان سيطرت .. فقدت السيطرة.

+ احيانا لما يكون الإنسان غير مبسوط “يؤذي نفسه”.

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+ اليوم حين استيقظت وجدت أحد زهرات غصن “الليلي/الزنبق” الذي اشتريت تفتحت، كانت البتلات منغلقة على ذاتها، كجفون مغلقة و للتو ابصرت، ربما هو أمر عابر، لكن أسعدني.

+ للوحدة مضاعفات “جسدية”، هذا ليس كلام “علمي” بل مجرد شعور!

+ في زمن لم يعرف الاستيراد و التصدير و البيوت المحمية ، كان تفتح زهر الزنبق إشارة على وصول فصل الربيع.

+ في البرامج التلفزيونية، و الأخبار، و حتى على صعيد خطوط الموضة، بت الاحظ “الإستسهال” غدا أسلوب، و “عدم البحث” نهج، فتجد أن المواد التي تعد للمذيع، اغلبها قد نشر من قبل”هواة” على الإنترنت، و بات السير “عكسي”، فعوضا عن ان ينشر الناس من المصدر، بات المصدر ضعيف و يكتفي بما تصدره له وكالات الأنباء العالمية و ما يجده على ضفاف الشبكة العنكبوتية، هذا أيضا لاحظته في دور الأزياء الشهيرة، و التي باتت تستخدم افكار و أنماط معينة موجوده في شركات ابسط و اكثر انتشارا منها، بل ان اكثر من دار معروفة استخدمت لهذا العام نمطا معين في الأحذية الرياضية موجود منذ عام ٢٠١٧ و لا ندري ان تم هذا تحت وطأة “فقر القريحة” ام إنه الإلهام!؟

+ احيانا قد نشعر بأننا ندور في “حلقات مفرغة”، و نعيش أيامنا و كأنها “يوم واحد طويل”.

 

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية

+ المزيد من البتلات تفتح و الباقي واحدة، شعرت بانها تشبه إنسان تم تاسيسه على شئ و فجأة بات مطالب ان يصبح شخصا آخر، احترمت رغبتها في الاحتفاظ ببتلاتها مغلقة و احترمت “طبيعتها”، فهي لا يزعجها بأن تحمل لقب”المتأخرة” طالما كانت نفسها و تحركت في كل خطوة وفق هذا الأساس.

+ احيانا بعض”الكبار” في العمر ، الحريصين على ان يكون لهم رأي في كل شئ، و ان كان موضوع لا يخصهم، والذين يملكون الكثير من الوقت و الفراغ الذي يدفعهم حتى إلى “وصم” الأطفال و ردود افعالهم “التلقائية” بصفات “مقيتة”، فيردد هذا “خبيث” و هذه “غيور” و هذه “ستهدم بيوت” حين تكبر، او يقومون بتمثيل مشاهد “غريبة” على سبيل “المزاح” مثل التظاهر بضرب إنسان عزيز لدي الطفل لمشاهدة ردة فعله، او التحدث عن احد والديه او أقاربه بطريقة “سلبيه” أمامه متناسين وجوده و كأنه لا يعي شيئا ، بل يصل الأمر احيانا لسحب لعبته من يديه لمشاهدة “ردة فعله” او طريقة تجمع الدموع في عيناه و بداية بكائه كونهم يجدون تعبيره “كيوت”!
اعزائي السادة “الناضجين” رفقا بأطفالنا و مرحلة “سنوات الطفولة المبكرة”، و عوضا عن ان تؤذون “روح”شخصيتها في طور التكون، و تهزون مشاعرها من الداخل بعمق و بلا اكتراث. “ابحثوا” عن أشياء عديدة و نافعة من الممكن القيام بها في هذا الوقت الضائع و المحسوب من أعماركم .

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+ ما جدوى “المشاعر” إن لم تحسن علاقاتنا !؟

+ أتصور ان “المشاعر” أبعد من أن تكون شئ شخصي، فنحن أكيد نحب و ننفر و نشتهي و نحزن و نفرح كل هذا يحدث داخليا أو نظهره، لكن اكثر المشاعر وعياً هو “الشعور بالآخر” و فهمه و مراعاة “شعوره” و تجنب أشياء و مواقف كثيرة كي لا تحدث بسبب فهمنا و فكنا المسبق لـ “شيفرة” شعوره.

+ احيانا قد تأتي المشاعر على شكل “فهم مسبق”- من المهم ان نتأكد بأنه صحيح- أو “محاولة ادراك” حقيقية تختصر المسافة على الآخر، انها “قوالب إنسانية” وجدت كي تساعدنا على أن نتواصل مع بعضنا البعض بشكل أفضل، وتحسن علاقتنا مع أنفسنا و الآخرين، لا لتحفيز “سوء الظن” و تعبئة النفس بخيالات تفسد ولا تفيد.

+ احيانا نستخدم تقنية “كتم المشاعر” لأسباب متعددة، مثلا إدراكنا بأن المناخ غير مناسب لإظهارها، او ان من حولنا لن يعي حقيقة شعورنا، او لكبرياء أجوف، أو ربما بسبب تجارب سابقة “سيئة”، أو لوجود “حس مرهف” يخشى ان تُجرح مشاعرنا!

+ هل هناك مشاعر “معقدة” فعلا ؟ نشعر بأثرها و لا نفهمها؟ أم أننا احيانا “نتحايل” على أنفسنا كي لا نواجه أنفسنا!؟ أم انها “عقد” تحتاج أخصائي نفسي يساعدنا على فكها؟

+ الخوف من المجهول … “شعور” !

+ قال لي: ” امر منذ وقت طويل بمرحلة اضطراب مشاعر”.

+ احيانا اشعر بأن بداخلي صحراء شاسعة، صوت الرياح بها موحش، و الكائنات المختفية بها تخيفني.

+ احيانا اشعر بان بداخلي صحراء قاحلة، نسيتها الأمطار، والربيع الذي مر عليها يشبه حلم.

+ الروح التي أسعدتني اول الأسبوع برسالة، أسعدتني هذا الصباح مع روح أخرى حين ارتبطا معًا، كلاهما ينتمي للجيل الجديد عمريًا و لكن في العمق هم يحملون تقاليد و قيم”مهمة”تربى عليها جيل سابق و ستساعدهم بإذن الله في حياة مقبلة.

+ هناك “أشياء” تذكرنا باشياء، مثلا قطع البيتزا المربعة و المخبوزة في صواني مستطيلة تحملني لمطعم المدرسة و الفسحة و حرصي الدائم على ان تكون القطعة مقصوصة من “زاوية” الصينية ،لا زلت اقدر تقدير البائع لهذا الأمر و كيف انه بات يفعل ذلك قبل ان اطلبه بل و يدخره لي احيانا في الزحام، كل هذه التفاصيل أتت في الغربة داخل مخبز منسي بمقاطعة صغيرة.

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+ جميع البتلات تفتحت “المسألة” دومًا “بعض وقت”.

+ تربيت في أسرة “القُبلة” عندها أسلوب تعبير عن الحب و ليس “واجب”، و المفارقة اننا كنا نضم و نقبل بعض كثيرا.

+ هناك “خلل ما” يحدث بداخلنا و دون ان نشعر٫ يأتي عبر مواقف متراكمة تشبه “موج” يكرر ارتطامه بنفسيتنا التي نتصورها ستظل صلبة و متماسكة كالصخر، و دون ان نحسب حساب “ذرات” الملح و كيفية تأثيرها علينا، في لحظة ما قد نتهاوى من الداخل، نتساقط و لا يُسمع لدوينا المخيف صوت.

+ حالة “المزاج المتأرجح” هل تستمر لسنوات؟

+ في مجلس مزدحم ، مواضيع متعددة، الأصوات تتداخل و محاولات الظهور ، وحده يجد صوته يتلاشى، و كأنه شخص يرتدي بدلة فضاء و يسبح في المدى المتسع بدون جاذبيه و دون ان يلمح ملامحه الحقيقية خلف الخوذة الفضائية احد.

+ احيانا صوت “الأفعال” مخيف و قادر على تحطيم ثريات “الأقوال” الكرستالية المبهرة و بكل سهولة.

+ العودة لغرفتك “الخاصة” في كل ليل و سيرًا على الأقدام، مدركًا كل ما حولك، امر قد يبدو مالوف و عادي، للحد الذي يجعلك لا تراها “نعمة” لا تقدر بثمن، فأنت هنا تملك، و تتحرك، و قبل كل هذا تعي.

+ احيانا المشاعر التي تأتي لنا بعد “شفقة” قد تجرحنا إلى حد البكاء.

+ اللهم يارب هبنا لنا من “الرضا” ما يعيننا على الترفع و الابتعاد عن السؤال ، و ما يغنينا عن الانتظار و ترقب الأحوال، و ما يحمينا من ضعفنا و خوفنا من المجهول و تبدل الحال.

السبت ٢٢ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+سرقته المواسم و في عمر “القطاف” وجد انه لم يزرع شيئا.

+احيانا من الإنصاف ان لا نلقي اللوم كاملا على الآخرين، فصمتنا كان عامل مساعد، و استسلامنا عامل اخر.

+ تتبدل “الأماكن” في السياسة، و المناصب، و احيانا داخل القلوب.

+ “أنا تهت مني” … عبارة تستحق التأمل.

+ هل حقا “ذهن” هذا الجيل مشتت!؟ و هل بات”غرس” المفاهيم في عقولهم “المزدحمة” باللاشئ احيانا امر يسير؟

+ “تحية” لكل العاملين بصمت ، و “المتجاوزين ” بصمت.

الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

+ بت اشعر احيانا باني اشبه مجلة قديمة لا اخبار جديدة بها و منسية.

+ في نهاية المطاف الشخصيات الهامشية تتجمع في اخر المسرحية و تتشاجر، اي كومبارس منهم كان اقرب لدور البطولة.

+ احيانا النزول للهواء البارد يشعرك باليقظة و يغير مسارات تفكيرك.

+ البعض دوما يبحث عن “جماهير” جديدة.

+ النزعة “الاستهلاكية”في ازدياد، كالفقر تماما.

+ فيه ناس تشبه سيارات”فخمة” بشكمان مزعج.

+ فيه ناس تشبه شجرة “وحيدة” بجوار مبنى حكومي مغلق اغلب العام، لا ترقب سوى تبدل شكل ظلها على الجدار خلال كل نهار، عطشى و بلا اوراق و عبثا تنتظر الساقي و لا يأتي.

+ كان غروب اليوم “وردي” اللون.

+ فيه ناس تشبه هذا الأسبوع لا اعرف كيف اصفهم!

~ بواسطة يزيد في فيفري 24, 2020.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: