يوميات أسبوعية / ٥

الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية

 

+ “بركة” رب العالمين … تُستدعى.

 

+ احب الرقم خمسة لشكله، و سهولة كتابته بالعربي، و لأسباب اخرى عديدة، احدها انه كان ثالث جداول الضرب السهلة الحفظ بالنسبة لي، بعد العشرة و الواحد.

 

+ هناك أشياء تذكرك بأشياء : الشعار المرسوم لأحد المقاهي الأمريكية، ذكرني بعبارة تُستخدم في الثقافة المصرية، فهو كف مفتوحة و كأنها تقول “خمسة و خميسة”.

 

+ الزهور المنقوشة فوق منديل استهلاكي ابيض في المقهى المتواضع، جددت قناعاته بأن بعض “التفاصيل” الصغيرة و الناعمة تُحدث فارقا في الأشياء، و تمنحها اختلاف و تميز، دونما استعراض، و دونما ضجيج.

 

+ الجسور المعلقة احيانا تذكرني بأمي، بالتحديد ذلك الجزء “الشامخ”، الذي تمتد منه خيوط الحديد و كأنها الأبناء يمضون لحياتهم، التماسك في ذلك “الجزء” و قدرته على التحمل و الارتباط الدائم ، كلها أمور عبرت مخيلتي و ذكرتني بها تلقائيا، رغم برودة “الحديد” و قسوة “الصلب”.

 

+ “ذهب مع الريح”… ربما لترتاح و يستريح.

 

+ احيانا أن تحافظ على “المسافة” و “المعروف” بينك و بين الناس، و تعاملهم دوماً في الله، أهم و أسلم لك من علاقة مميزة او حميمة و مختلفة، و لكن قد ينقصها بعض التقدير و الكثير من الاحترام.

 

+ يارب إن كنت مظلوم أنصرني، لكن المؤكد إني ظالم “لنفسي” فانصرني عليها.

 

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية

 

+ الجسد “كبسولة” الفناء التي نقطنها، البيت الأول الذي تسكنه ارواحنا، التي قد تعكس اضطراباتها عليه خلال عمر، لمن قدمناه؟ و ماذا فعلنا به؟ وكيف تغيبنا اللحظة بحزنها أو لذتها، عن الاهتمام به و الحفاظ عليه ، و نحن ندرك اننا لا محالة سوف نحاسب يوما عليه!؟

 

+ لاحظت في المقهى ان الكثير ممن حولي يحتضنون اجهزة المعدن و يبثون لها بعض سطورهم و خواطرهم و مشاعرهم، يفصلون ذاتهم عن ضجيج المكان بسماعات تسد آذانهم، يختارون موسيقاهم بعيدا عن الموسيقى المفروضة عليهم هنا، يبحثون في “وحدتهم” عن “حرية” مسلوبة و “رفقة” مفقودة و “حياة” اقل قسوة و برودة مما يعيشونه.

 

+ ما الذي “يصيب” الإنسان و يجعله مهما يحاول العودة لما كان عليه لا يستطيع!؟

 

+ احيانا في الطفولة نتصور أشياء كثيرة قد تحدث لنا حين نكبر، الا ما نعيشه و نكابده فعليا بعد ذلك.

 

+ أبي .. هي أشياء كثيرة تغيرت بعدك.

 

+ احيانا حين تتكشف متاعبك “النفسية” للناس، تشعر بأنك تشبه شجرة تعرت من اوراقها في الصقيع، و زوار الربيع الذين احبوا ظلالها داهموها في شتاء بارد، هل لهذا انحنت خجلاً !؟.

 

+ قطار “الراحلين” الذي مضى، حمل ثيابي “المبهجة” و بعضاً من حقائبي معه.

 

+ منذ طفولته و شبح “الوحدة” يسير معه.

 

+ قال لي : “ما ذنبنا إن كانت الأشياء التي نُحققها لا تُرى!؟”.

الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية

 

+ تعرفت اليوم على نبتة كنت استنشق رائحتها في الأماكن الخشبية التي تبدو عتيقة و مليئة بالكتب، اوراقها خضراء شاحبة اللون، حين رغبنا بإضافتها للباقة التي نُعدها، قيل إنها “حساسة” و لا تحب الاختلاط بالزهور الملونة، و ان حدث هذا ستفسد الماء و تموت بقية الزهور في وقت اسرع، أما في علاقتها مع الإنسان فهي أفضل، كونها تعطر المكان، و جيدة للتنفس و الرئة و الجيوب الانفية، شعرت لوهلة بأن بعض البشر قد يشبهون هذه النبتة، لا يندمجون مع الاقرب لهم و ينتعشون في حدائق الغرباء، و تسائلت هل القضية ان “لا كرامة لنبي في وطنه” أم أن عشب الآخرين له سحر و جاذبية، ثم فكرت بالطبيعة، تركيبة الأشياء، و الصفات التي نحملها، من جمال لم نصنعه أو قبح لم نختاره.(*)

 

+ لله “تدابير” و هي دائما “خير”.

 

+ غالبا ما يشعر كل إنسان بأن تجربته “مختلفة”، و غالبا ما يعود هذا لإلمامه بتفاصيلها و انعكاساتها على نفسيته و حياته.

 

+ للأصوات المعبرة بهدوء” سحر”، و للكلمات الصادقة و المنتقاة “تأثير”، و للتلقائية في فعل كل هذا “سطوة”.

 

+ التفرقة “مزعجة” ، شعرت بهذا اليوم و أنا ارى احد الطقوس الدينية في “دار العبادة” الملحقة بالمستشفى، و هي غرفة من المفترض ان تحتوى على جميع الديانات، كان يدخل الأفراد ثم يضعون لهم علامات بالرماد فوق جباههم، يخرجون بعدها بثواني سعداء، و يتبسمون لبعضهم البعض في الممرات، بإحساس مشترك و امتنان، يرافقه تقدير و رضا من اغلب العابرين، بينما يدخل المسلم الحجرة ذاتها و يخرج وحيداً و غريب ، عندها داهمني تساؤل : ” لم المسلم إن قبل حجر اسود أو طاف حول الكعبة، اتهم بخلل في عقله و قيل انه يتبع خرافات!؟”.

 

 

الخميس ٢٧ فبراير ٢٠٢٠ ميلاديه

 

+ ان التفكير لا يجب ان يصب في نفس القالب دائما، من الأفضل ان يكون المدى مفتوح، للوصول لنتائج أفضل و افكار اكثر نضارة.

 

+ شاهدت اعلان عن “هره ضائعة” و تسألت كم من إنسان في هذه الحياة “تائه” رغم وجوده، تائه و لم يعلن أو يعلم عن ضياعه احد!

 

+ شعور “مطمئن” ان تمشي في الحياة و محفظتك ممتلئة.

 

+ حرب “لقمة العيش” و “الديون” و الحرص على حفظ ماء الوجه و “الكرامة”، هي حرب “فردية”، نخوضها بلا مجاميع او قوات او حتى استعدادات مبكرة في بعض الاحيان.

 

+ زهرة “الكورنيشن” الوردية هي في بعض الثقافات الآسيوية رمز للفرح و الحب و تستخدم في تزيين حفلات الزفاف ، و في ثقافات أخرى علامة وفاء و تذكر للراحلين الذين غادروا دنيانا، معلومات عرفتها بعد ان اشتريت “باقة” في هذا اليوم.

 

+ في جنب مهمل بأحد المحلات، وجدت حقيبة جلدية في التخفيضات، كانت تباع قديما بسعر اعلى من سعرها اليوم، و كان البعض يحرص على اقتنائها ليحفظ بداخلها اسطوانته المدمجة، اليوم شعرت بانها تشبه بعض البشر الذين يتم استخدامهم من قبل بشر اخرين لوقت، و من ثم ينسونهم كهذه الحقيبة تماما.

 

+ “التقبل” إلى حين، يُعد جزء “مهم” من حل المشكلة احياناً.

 

الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٠ ميلاديه

 

+ المطبخ الياباني = فن تسويق الطعام.

 

+ الله خلق الفطر أنواع، و الجمبري أنواع، و البشر أنواع، و مع هذا يظل التعميم “آفة” بشرية.

 

+ “كورنا” من شوكلاته مصرية عرفتها في طفولتي و شركة أنشئت عام ١٩١٩ ميلادية، إلى “وباء” منتشر في عام ٢٠٢٠ ميلادية، إنها لعبة الوقت و الاسماء و الربط الذهني.

 

السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠ ميلادية.

 

+ من المهم التركيز على “الأفكار” التي تنتابنا لحظة الاستيقاظ، فبعضها قادر على إفساد اليوم من أوله، و بعضها اوهام تنتابنا و لا تتحقق، و اغلب ما يهاجمنا هو “السلبي”، لذا محاولة تبديل تلك الأفكار عبر تحويل العقل إلى اتجاه آخر مثل “ماذا سوف اشرب لهذا الصباح؟” امر مفيد احياناً، كما أن الاهتمام بالأشياء “الآنية” و القابلة للحدوث، سلوك يغير من بدايات اليوم ، و يضيف لجودة الحياة معايير جديدة قد تساعدنا على الهرب من خيالات ترهقنا أو مشاكل لا نملك له حلول و افتراضات لن يحدث اغلبها غالبا.

 

+ اعترف إني من الأشخاص القادرين على العيش في أماكن جديدة و تحملها لوقت قصير ، لكن ان طالت المدة، ابدأ في تحويل المكان المستأجر إلى “بيت” جديد لي، بتفاصيل بسيطة تعني لي، أهمها وجود مكتبة صغيرة، و ربما شراء بعض الأواني أو الأكواب و الأدوات المطبخية التي أنشئ معها علاقة يومية ، ثم أحملها لاحقا إلى وطني مع ذكريات عديدة عشتها هناك، هذه المرة طلبت منهم ان يرسلوا لي من وطني “غطاء خفيف” كنت استخدمه قبل السفر و تركته على سريري هناك!

 

+ عدت لمشاهدة حلقات “فلونه”، مسلسل الأطفال الكرتوني المدبلج و الذي شاهدته في فترة الثمانينات، في تلك الفترة من طفولتي شعرت بأني اتشابه معها و اليوم تأكدت، فهي تلجأ للغناء و تهرب اليه حين تضيق بها السبل، و حتى و إن كان صوتها ليس جميل، تحاول في اللحظات المظلمة ان تتجنب الناس الذين يزيدون الظلمة ظُلمة، تعيش مع “ذاتها” و الطبيعة، تحاول البحث عن نقطة ضوء، و تبحث عن ما هو إيجابي في الموقف السوداوي ، قد تتأزم و تكتئب لكنها موقنة بأن هناك مخرج، و المسألة بعض الوقت لا أكثر، تهمس لي بصمت”حتى لو قدر لي الفناء أو الموت، فحلمي ان أموت و أنا مستمتعة و سعيدة”.

 

+ في هذا الأسبوع استمعت لأغنية، احببت كلماتها، و احب الصوت الذي يغنيها، لكن شعرت بأنه تعرض لبعض “الكبت” و لم يكن منطلقا كعادته، و تمنيت ان بعض التعديل حدث لمنحه مساحة اكبر و اضافة احساسه الخاص، التوزيع جميل و حتى الخط الأساسي للحن، الصوت هو الفنانة بوسي و الأغنية هي “بتفرج على الأيام” .

 

+ البعض منا له أعمال خير كثيرة، و حسنات يحصل عليها باليسير الهين، من ابتسامة في وجه أخيه، أو سلام يفشيه، أو كلام يدور أمامه و يتحاشى ان يخوض فيه، و مع هذا تجد ان لديه من “النقص” ما لديه، فهناك أعمال يقوم بها فتسلبه جزء كبير من هذا الخير، مثل المن و الأذى، و التعدي، و سلاطة اللسان، و الكذب، و الغمز و اللمز، و سلوكيات آخرى عديدة حين تتجمع تبدو و كأنها ظلمة تمسح خيط النور، لتصبح المحصلة في النهاية و كأنها صفر، طوبى لمن حفظ أعماله و لم يُفسدها عبر قول أو فعل، طوبى لمن احترف الصمت مخافة السقوط، و التزم الحذر مخافة الله، و لم ينتقص فعله من عمله أو يناقض قوله يوما ما.

 

الأحد ١ مارس ٢٠٢٠ ميلادية.

 

+ أماكننا في الحياة لم نختارها، قد نولد و نجد ذاتنا بها او نعمل بالأسباب، لكن في نهاية المطاف هي رزق و امتحان.

 

+ الغضب قادر على استدعاء الندم، و افساد الكثير في لحظات.

 

+ ربي نسألك طيب السجايا و صفاء النوايا.

 

+ احيانا “نتجبر” و “نقسو” و “نهين” لاننا قادرين على ذلك، نملك المكانة و الانفعال و التبريرات الجاهزة، نُقصي الرحمة و التسامح و التفهم، و نستخدم الضعيف الذي أمامنا كاداة تنفيس لغضب يعترينا منه او من أشياء كثيرة، نُظهر ردات فعل اكبر من حجم الحدث او المواقف، و بعد ان ينتهي كل شئ، قلة منا يدركون كم قزموا أنفسهم، و قلة اكثر تستغفر و تخشى غضب الله، و ندرة منا يعتذرون لأجل مخافة الله لا الناس.

 

+ عوضا عن أن تُسعف “العقول” أصحابها ، باتت تشقيهم بالتفكير مرة، و بالظنون مرات.

 

+ “المرتاب” و “الغيور” يكفيهم عقاب “الشعور”.

 

+ هناك شخصيات تجدها في الأجواء الصافية و المستقرة شبه ميتة و تعيش على “الهامش”، لا تنتعش أو لا تشعر بوجودها الا في “المشاكل” و “ إشعال الفتن” و “خلق العدوات” و “ الكيد” الرخيص و “نقل” الكلام بين الناس.

 

+ هي سبعة أيام، لكل يوم منها ٢٤ ساعة، نفسيا و عاطفيا لم يكن التوقيت كذلك!

اضافة:
* اسم النبتة / Eucalyptus

~ بواسطة يزيد في مارس 2, 2020.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: