يوميات أسبوعية / ٦
الاثنين ٢ مارس ٢٠٢٠ ميلادية
+ قالت لي تعقيبا على ما كتبته في الأسبوع الماضي : ” لا اعتقد ان تكون هناك علاقة مميزة و حميمية و هي خالية من التقدير و الاحترام، في مفهومي لا يجتمعان”.
+ مسكينة ايتها “الشمس”، نتذمر منك كل صيف و نشتاق لك في الشتاء.
+ لا اشعر بالرغبة في الكتابة، و مع هذا احاول!
+ فعليًا لا موضوعات محددة لي و اشعر ان ذهني “مجمد”.
+ الحمدلله الذي يرتب الأمور من عنده و ييسرها.
الثلاثاء ٣ مارس ٢٠٢٠ ميلادية
+ فاقد “البهجة” هل يعطيها!؟
+ اشعر ان الحدائق و المكتبات العامة في المجتمعات دلالة على رفاهية صحية، فهي مشاريع غير ربحية، يضخ بها الكثير من الجهد و المادة، مهمة للإنسان، تساهم في تشكيله بشكل تراكمي، كما تعد قناة لتمرير أشياء كثيرة، مثلا في مجال الثقافة بإمكان لوحات إرشادية بسيطة على الأشجار و أنواع النخيل، ان تعاون العابر على معرفة الاسماء، و الفروق بين النباتات و ان تشابهت، و في مجال المتنفس فهي تساهم بخلق بيئة صحية، صحيا و نفسيا، اضافة إلى انها دلالة احترام للفرد كون مدينته شرعت أبواب هذا المكان -الغير مهمل- بكل خدماته و إمكانيته له و لاسرته و بالمجان.
+ احيانا تزيد رغبتنا في العطاء فنبتذل أنفسنا!
+ مع البعض قد تحتاج ان تمارس أمور عديدة ربما ليست من طبيعتك لكي ينجذب لك، ربما تنجح لفترة لكن فعليا “علاقات” بها لا تكون نفسك لا تستمر، و ان استمرت لوقت فهذا يعود لان بعضك يجتهد فيها، و بعض اخر قد يتذمر و ربما غير راضي عنك!
+ ان تفرض الصلاة خمس مرات متباعدة في اليوم فلذلك حكمة، لكن وفق شعوري الوضوء يجدد نشاط و الصلاة تهدي النفس و في الاثنين راحة.
الأربعاء ٤ مارس ٢٠٢٠ ميلادية
+ اليوم لاحظت واحدة من “شراشيب” غطاء السرير سقطت على الأرض، ، تذكرت الإنسان حين يشيخ ، شعر مريض “الكيماوي” حين يتساقط ، ورق الشجر حين يتعرى، و انتابني شعور لم احبه .
+ الكوكب “مضطرب” ام انه مجرد شعور!؟
+ “الأربعاء” ظل كيوم مرتبط ذهنيًا لدي باجازة نهاية الأسبوع في مرحلة الدراسة، منذ فترة تبدل الوضع و بات مرتبطا بمواعيد طبية و مستشفيات، هي الأشياء تتبدل ثم تنتهي بعد طول صبر ذات نهار.
+ هناك بشر. يكون لديهم معزة عندك و مكان كبير و مع هذا يحرصون على افساد الأمر، و زعزعة تلك المشاعر اتجاههم و تبديل مكانهم في حياتك و قلبك.
+ من اخترع فكرة “البقشيش”!؟ و هل فيها الزبون “يكرم” حقا العامل، ام انه “يسد” خانة ضعف المرتب وفق آلية تم فرضها و أصبحت متبعة !!
+ الرحمة احيانا تسبق الحب، و من يرحم يسامح، و يتفهم، و يفوت، و يكرمه ربي و لو بعد حين.
من يرحمك يعرف ابعادك و ضعفك، أما من يحبك فقط فهو ينجذب لبعض الأشياء فيك، و ربما كان مفتونا بحبك له فحسب.
+ في هذا الأسبوع لاحظت ان اسماء الأيام تتطابق مع الأرقام، الاثنين ٢ ، الثلاثاء ٣، الأربعاء ٤.
+ هذا اليوم احداثه لم تكن متوقعة، استيقظت اشعر بخمول وضيق غريب، رنت أجراس الحريق في المبنى قبل الظهر، لم اهتم و مضيت للاستحمام، بعدها اتصل بي احد رفقاء الرحلة، ظننت انه يريد امر ما او يبحث عني في هذه الظرف، أخبرته قبل ان يتحدث بأن الإنذار وهمي كالعادة و لا تقلق، ليخبرني بان الحريق كان في شقته!
بعدها أتى و جلس شاردا، شرب بعض الماء،ثم نزلنا معًا خارج المبنى، لا ادري لم انتابني بعض نشاط، هل لأني شعرت بأني يجب أن ادعمه نفسياً ، أم لأن المهام كثرت و الوقت ضيق، فهناك موعد طبي و لا بد ان نبحث عن عشاء بديل لهذه الليلة، كذلك نرتب للانتقال لشقة آخرى في نفس البناية، تفاصيل عديدة بفضل الله ثم لكوننا “مجموعة” تيسرت و تم حلها بعد توزيع الأدوار تلقائيا و بدون اي حوار.
+ وضع المسافة و الحدود و المجاملات، في علاقات مفترض انها عائلية و مليئة بالدفء، يعمل ضد “فكرتها” و “طبيعتها” و هو شئ مزعج.
+ اليوم كان يوم “عائلي” إلى حد كبير.
الخميس ٥ مارس ٢٠٢٠ ميلادية
+ احيانا حين يسألك البعض عن حالك فهو مجرد سؤال عابر، و انطلاقك بالإجابة بصدق و الاسترسال و شرح الحال، قد يكون”صدق” ليس في مكانه، و “فعل” يجعله يشعر بانه تورط حين طرح السؤال.
+ الدموع الصادقة و الشبيهة بدموع الأطفال غالبا لا تصدر الا في حالة يكون بها القلب صافي و شفاف و محب.
+ بعض “الأخطاء” العفوية و البسيطة قد تقود الإنسان لأشياء جديدة، فذات مساء حين تاهت في الطريق، اكتشفت مطعمًا لبنانيًا في الغربة، يحمل اسم مغنيتها التي تحب، و حين مضت له في يوم آخر وجدت صورها تزين الحائط، ابتاعت الطعام لاهلها الذين يشتاقون لتلك الأطباق العربية ، و أسعدت أسرتها “بغلطة” و منعطف لم تأخذه في مساء سابق.
+ احيانا أشياء بداخلنا تنكسر و نستمر، لكن نستمر بشكل آخر .
+ احيانا ينتابني “فتور” مباغت و عدم اندماج، و غالبا بات يأتي عند الحديث عن اَي شخص غائب عن الجلسة، قد نستخدمه للضحك بطريقة لا يرتضيها اي من الجالسين لنفسه اًو من يحب، و المبرر غالبا اننا لم نكذب، و باننا نحاول تضيع بعض الوقت.
+ احيانا في ناس تحب تشوفك “خبيث” أو “كاذب” أو أي صفة اخرى لانها قررت ذلك، و لانها عبر ذلك تستطيع ان تتعرض لك بتعب “ضمير” اقل و براحة اكبر.
+ احيانا “ تتصور” لوهلة ان العشرة تمنح الآخرين و بالتحديد المقربين منك فرصة لمعرفتك اكثر، ثم يمر الوقت و المواقف لتدهشك و تحبطك قرائتهم لك و تفسيرهم لسلوكك و الأهم شعورهم بك.
+ ان تطالب الناس بالاحترام و التقدير او اي شعور اخر و أنت لا تمنحه لهم فهذا سلوك “مقيت”.
+ يارب اكفنا شر “فرط” الحساسية و “كثر” التفكير بلا جدوى.
الجمعة ٦ مارس ٢٠٢٠ ميلادية.
+ احيانا يولد الفرد و معه الكثير من “الملكات” التي وضعها الله فيه، و بمرور الوقت و “المجتمع” عليه يفقد الهبة التي يملك و بالتدريج، كالشمعة التي تنطفئ تماما.
+ البعض مثل “نجمة” تلمع لوقت، لكنها قادرة على خلق البهجة في ليلة حالكة، و البعض مثل “القمر” يتغنى الناس به و هو مظلم يقتبس من ضوء غيره، و بعض آخر يسطع مثل “شمس” لكنها قادرة على اتلاف النبات و الطبيعة من حولها بقسوة و دون أن يتوارى منها شعاع ضوء واحد.
+ احيانا كل ما يحتاجه الإنسان ان يشعر بـ “ذاته” و قدراته و التواجد مع الجمع بشكل يرضيه.
+ للصراعات أجواء تخنق البعض منا، و بعض آخر لا يتنفس إلا بها.
+ الحديث أو البوح العام دون دخول في تفاصيل و اسماء و مواقف، هو من ارقى و انبل أنواع “الفضفضة”، كونه يتناول الأفكار و يريح الشعور دون التعرض للآخرين أو الخوض في أمور شخصية.
+ لكل غرفة زاويا عدة، و من موقعك بها تصف ما تراه، و أنت تعلم انك صادق كونك تتكلم عن ما تعرفه، كذلك الناس كل منا يحكي عنهم من ما وقع عليه منهم، و احيانا قد يحدث ان نراهم في ظرف استثنائي لا يكونوا به أنفسهم، و في احيان أخرى نجد الآخر يجلس معهم و بخبث يستدرجهم، للحد الذي به لا يكونون أنفسهم، ثم يعود ليتهمهم بصفات كانت به، و يشعر بارتياح ان يلبسهم بعض صفاته السيئة، و يذيع ذلك عنهم، لذا من المهم ان نقف نحن في الحجرة لا أن نسمع عنها، و الأهم أن لا نبحث عن زوايا كاشفة تجرح، او نتلهف للتفتيش و كأننا هجمة شرطة تسعى للإدانة، نتعامل بازدواجية حيث نغلق أبوابنا الشخصية بقفل و كأنها زنزانة، و نتسلى بتشريع نوافذ حياتهم و ترك أبوابها التي وثقوا بنا فعبرنا من خلالها مفتوحة و مشرعة للآخرين.
+ زفرة “حسرة” للشخصيات التي نقدرها، و تصر بكل السبل ان تقلل من قدرها لدينا.
+ كثيرة هي الأفكار التي تداهمني و حين أبدأ بالكتابة يكتنفني الصمت.
+ ولدت في الربيع و بداخلي خريف لا ينتهي.
+ في حقيبة “الذاكرة” الذكريات الحلوة هي كل ما احاول ان احمله معي.
+ للمحارب “استراحة” ، وللممثل المسرحي بين الفصول”استراحة”، و للأطفال في المدارس “فسحة” للاستراحة، و للموظفين في العمل ساعة “استراحة”، و الأعصاب خلق الله لها النوم كاستراحة إلهية، و العقل يفرض احيانا “استراحة” نفسية، كل ما هو مطلوب منا أن نكون أنفسنا، لكي نستمر بإعطاء “البهجة” و “القوة” للآخرين و نحبهم بالطريقة التي نراها تمثلنا و يستحقونها، إن في الضغط على أنفسنا “قسوة” ، و قد تنعكس لاحقا على طبيعة علاقتنا بالآخرين.
+ اليوم كان بمجمله أفضل من أيام سابقة.
السبت ٧ مارس ٢٠٢٠ ميلادية.
+ استيقظ على “رسالة صوتية” من صانعة تركتنا منذ ٤٧ يوما .
+ اليوم شاهدت بعض “ذاتي” في دراجة متعبة تتكي على سور .
+ اليوم صباحا في مقهى طلبت من النادلة تعديل في احد الطلبات، فجلست تتواصل مع الطاهي بالحاسب و تخبره كتابيا “ مثل محادثة” عن التفاصيل التي أريدها في شطيرة البيض التي كنت سوف اتقاسمها مع روح صديقة ، و طلبت منها ان تخبره عن شكري و له قبلاتي إن فعل، فكتبت له ذلك ضاحكة، و بعد ان جلسنا لوقت أتى حاملا الطبق و هو يقول “اتيت لآخذ قبلتي، و أتمنى ان الطبق ان يكون كما تريدون” باغتني بالاقتراب فقبلته على خده بشكل طفولي مما اضحك من سيشاركني الطبق، و لا اعلم صحة ما حدث لكنه كان غريبا و مع هذا أضاف لنا جميعا بعض البهجة و جعل هذا الصباح به شئ عفوي و مختلف.
+ كانت القهوة التي طلبنا لشخصين، و الرقم الذي اعطوه لنا كان “اثنين” ، و بالقرب منا كانت هناك ظلال روح وحيده تواجه الزجاج البارد، لتحتسي قهوتها السوداء بتثاقل و صمت.
الأحد ٨ مارس ٢٠٢٠ ميلادية.
+ عن الزهرة التي لم تتفتح بعد، و عن “الآخرين” الذين ينتقدون بتلاتها و أريجها!
+ تلقيت هذا الأسبوع هدايا بدون سابق إنذار، كتابين و حقيبة، أطباق صغيرة و أدوات مطبخ.
+ في مجال التواصل ، تواصلت مع ثلاثة رواح احبها و لم احدثها منذ وقت.
+ احيانا اشعر ان “الحياة” بناية كبيرة، و خلف كل نافذة قصة و تفاصيل.
+ في هذا المساء طلبت سيارة “اوبر” و حين وصلت فتح لي السائق الباب بيده من الداخل و هو جالس بمكانه، ركبت و شعرت انها ملمومة ، حين اغلق الباب تلاشت الأصوات الخارجية كليا، و بدا صوت المقطوعة الموسيقية بصوتها الغير مرتفع واضحا و هاديا، تميز به كل آلة على حده و دونما ازعاج، كما ان الشاشة التي رسمت فوقها الخريطة كانت سوداء مضيئة و لامعة، رسمت فوقها بعض التفاصيل بالأحمر، لوهلة شعرت إني في شرنقة، لم اكن ملما بأنواع السيارات و لكن وصلني احساس ان السائق شديد الثقة بنفسه، أبديت له إعجابي بالأسقف الزجاجية، و أخبرته إني وددت بان تكون الرحلة نهارا او في يوم ممطر، عدت وفتحت التطبيق لأعرف نوع السيارة، كانت “تسلا” و استمتعت بركوبها جدا، و انتابني احساس إني في مغامرة ما، او على متن طبق فضائي، حدثته عن ما يدور ببالي فقال لي” هل تريد رؤيتها تتحرك دونما قيادة” و رفع يديه من المحرك، داخليا فرحت كوني لم اكن مستعدا لكل هذا او ربما لأني امر في مرحلة بها احتاج الفرح و انتظر اي سبب، لا سيما و ان المشوار. كان للطوارئ لإثبات ان إنسانة عزيزة “معافاة” لتحتك بالمجموعة، و نؤكد لهم انها لا تعاني من أعراض “كرونا” بل كحة بسيطة ، فالارتياب بات كبير و الجزع، لا سيما أن وجود حالتين في فندق مجاور كما تحيك الإشاعات زاد المخاوف ، لكن المؤكد ان هذه التجربة عدلت مزاجي او للدقة شتت انتباهي، و اثرها بظروفها و تفاصيلها سيبقى في ذاكرتي و ببالي.
+ في طريق العودة مع سيارة اخرى، شعرت باني في عربة سندريلا بعد ان زال منها السحر!
+ بالمجمل هذا الأسبوع كان حافلًا.