علاقات انسانية
العلاقات الانسانية هي ما نركن اليه في رحلة العمر الشاقة!
الدفء الذي نستمده في لحظات بوح، أو موجات انكسار، الصداقة، الاخوة، الاحبة، علاقات اخرى ليس لها قالب معتاد أو متعارف عليه، لكن لفترات من العمر كانت تشكل لنا مظلة تقينا شمس الوحدة، و قطرات مطر تلغي الصمت، نبوح، و نُسمع، و نستمع، نرى ذاتنا في عين الآخر و نؤمن بتقيمه، و نثق في مشاعره، و نعي تماما أن كل ما يقال صادر من قلب محب، و ننسى أن ذلك القلب متقلب، و ان الاشياء قادرة على التبدل فما بالك بالبشر و ظنونهم، و افكارهم، و تحليلاتهم.
تهتز الجسور بيننا احيانا، و نسعى لانقاذ انفسنا و من نحب، و نحاول الحفاظ على هذا الامتداد، و ننسى انه عمل مشترك و بأننا لا نستطيع منعهم عن أي شئ، لهم الحرية في غلق ابوابهم و شفاههم، و الشح بتفهمهم و عتابهم، لهم القدرة على نقلنا من قمة الجبل الى السفح، و احيانا لا نشعر بهذا الا متأخراً !!
بالتالي هذه العلاقات مثل ما هي قادرة على اثراء حياتنا، و منحنا ابعاد جديدة، فهي ايضا قد تكون المعول الذي يهدم بداخلنا الكثير، بدء من ثقتنا بأنفسنا احيانا، او باختياراتنا، و بالحياة و بالناس، لا ما نعول عليه و نركن اليه في احيان اخرى.
المؤكد ان الحياة تستمر، و ربما ليس بنفس الصورة أو النفسية، لكن الاشياء التي يكون احتمالها صعباً و تربكنا مع الوقت تصبح عادية، و مع الوقت و المواقف نعرف قيمتنا لدى الآخرين، و من نحن داخل انفسهم.
تبقى حقيقة واحدة هي الفراق، و الاهم دائما كيف يكون، فراق الهي بالموت، ام فراق جسدي و روحي مع استمرار الحياة لكن بشكل مبتور!
تجارب في الصداقة، و مع العائلة و الاحباء، تجعلنا مع الزمن اكثر حذراً، و انكماشاً و تجنباً للكثير مما قد يرهقنا، حتى العتب نصل في مرحلة ما الى الرغبة في الصمت و توفيره (!)، كوننا فهمنا ان كثر العتب لن يغير شيئاً، و ان الاشياء لا بد ان تنبع دائما من الداخل، و ان علامات الاستفهام التي يزرعها طرف اخر في درب حياتنا كالاشواك في بعض الاحيان، من الافضل تخطيها و الابتعاد عن اي درب طبيعي قد يأخذنا الى هناك!
سنحيا و نتنفس، لكن ليس بالقلب ذاته و ان استمر في نبضه و وجوده في المكان ذاته، و لا بالروح ذاتها أو النفس التي كانت و شاخت مع التجارب و الخبرات و العلاقات لا مع السنين!