٢ رمضان ١٤٤٢ هجرية

شعور

و كأنه منتصف الشهر !
رغم الزينة المضيئة و التي لأول مرة نعلقها بالبيت، رغم اطباق الحلوى الممتلئة، تظل الشهية محدودة ، و الاقبال على الاشياء شبه فاتر، و يندرج هذا ايضا صوب البرامج التلفزيونية، عدم التركيز بها او السعي لاستكشاف الجديد منها، و لا أعلم ان كان هذا الامر ينطبق على الاغلبية ام انها حالات فردية نعيشها مع بداية الشهر.

موسم حصاد

و ما اعنيه هنا موسم حصاد الدراما و الاعمال التلفزيونية فما ينتج من اعمال بالملايين قد يفوق عدد الزمن الذي يستغرقه الشهر بكل ساعاته، و بعض ما زرع كان على عجالة، و هذه سمة تتكرر منذ سنين ، و هي استمرار التصوير حتى في ايام الشهر الفضيل، فيضيع على الممثل و كافة العاملين الكثير من الايام المباركة و التي بها و من خلالها قد يتغير الكثير.
هو ايضا موسم حصاد لمن ينتظره من العام الى العام، و به يبتعد عن الصخب و الازدحام و يقترب من ذاته و خالقه و يدرك ان ما يزرعه اليوم اغلب نتاجه قد يضئ طريقه في الاخرة.
هي اختيارات و حقول شتى، و هم البشر كل منهم يختار سبله، و احيانا بمرور العمر قد تتبدل الاختيارات و طرق التفكير و احيانا بعض الخير قد يتوارى في التغيير.
و البركة تستدعى و تنزع بالعمل و النوايا، و كل هذه الاعمال الفنية المتفجرة على اغصان الشهر هي بضاعة العام كله، لك ان تقطفها في اي وقت لاحق خاصة مع توفر التقنيات الحديثة التي تسهل ذلك.
ما استوقفني ايضا ان البعض ممن اعرف عاد او استمر في متابعة محتوى غربي اجنبي في هذا الشهر الفضيل ، او حتى استمر بمشاهدة تلك الافلام حتى القديم منها.
تخيلت لوهلة لو مر القائمين على هذه الاعمال داخل البيوت و شاهدوا ما يحدث من قرب و بالتفصيل، و استمعوا للاراء و انطباعات الجماهير، لادركوا حجم الهوة التي تفصل بيننا و بينهم، و ان يقول البعض هذا عمل جيد لا يعني بالضرورة انه جيد، فربما كان المعنى المقصود هو افضل السئ الذي قدم، و ما ينطبق على الاعمال ينطبق على الممثلين، الذين يتقاضون اجر بالملايين، فيصدقون انهم موهوبون، تراهم خلف زجاج الشاشة يصرخون بشكل منفر و يظنون بأنهم يبدعون، يستمرون ككلب ينبح و نحن نصب اقداح الشاي، و ربما انزعج احدهم فاختار زر كاتم الصوت و كانه يحكم على الفنان بالموت رغم استمرار حركته خلف الزجاج، و رغم اختفاء الصوت يظل عبر الاداء و الملامح قادرا على ان يشعرنا بالازعاج.
ربما لو فهم و ادرك البعض لاعاد التفكير، والمحزن فعليا ان يتراكم الكثير من سوء الفهم و الانتاج و البذاءة في شهر فضيل.

رمضان كورنا ثاني مرة

صمت رمضان الماضي خارج البلاد و صمت هذا الرمضان بها، اختفاء البهجة هناك استوعبه و لكن اختفاء الكثير من المشاعر هنا امر الروح تستصعبه و يؤثر بها، يقلل من البهجة و المتعة و الاستمتاع، فهناك شئ ما ينقصنا و ربما شئ ما ضاع !

ثلاث نقاط سريعة

السمبوسة لم يعد لها طلة.
البعض يشعر بان مسلسل يحي الفخراني جميل من قبل ان يراه، انها الثقة باختيارات النجم الذي تحب احيانا.
بعض الاسماء الفنية غدت مثل الفيمتو على مائدة رمضان متواجد لكن فعليا لا أحد يشربه!

حياة خلف الباب

مع الكورونا او ربما كانت هي السبب الذي اظهر بعض المكنون و الكثير من الصفات الغير مناسبه في جيل بات يرى ان تهنئة قريب كبير في رمضان لو هاتفيا امر ثقيل و كأن الكسل تمكن من ارواحنا و البرود بات صفة ملازمة لنا و عدم الاكتراث، و بكل امانه انا مندهش من ذاتي قبل اندهاشي من هذا الجيل، و مندهش اكثر من جيل اكبر اختار اليأس عن ان يناقش و يعاتب او يوجه و كان الكل بات داخل فقاعته، و حواسه تريد الصمت المطبق و الملذات المؤقته يشاهد فيلم او ينام و يأكل، حياة لا وجود بها للاخرين الا في المخيلة او من كان مضطر للعيش معهم عن قرب، و ان استطاع الاختباء في غرفته، و تحديد مساحة حركته، فهذا الامر بكل تأكيد مطمعه و سيرضيه، و كل ما هو متواجد خلف هذا الباب فائض و امر لا يعنيه.

قبس لهذا المساء

“ربي لا تجعل أعيننا صغيرة لا ترى إلا الدنيا، و لا تجعل قلوبنا ضيقة لا تفكر إلا بالبشر، اللهم اجعلنا أوسع نظراً و أرقى فكراً نرى الجنة و نعمل لها”.

كلمة اخيرة
الأم في رمضان هي عامود الخيمة و نار الموقد و سحابة تقيك الشمس و حضن تلقي ذاتك به فتخف عنك الحمول.

~ بواسطة يزيد في أفريل 15, 2021.

3 تعليقات to “٢ رمضان ١٤٤٢ هجرية”

  1. جميل جميل جميل

  2. جميل جميل جميل

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: