١٢ رمضان ١٤٤٢ هجرية

لا بد من تعب

الاسترخاء لا يأتي من اللاشئ، فاحيانا قد نتجمد امام شاشة مضيئة و بيدنا مشروب نحبه و لكن الافكار المتتالية داخل عقلنا تطحن رأسنا، و تضطرب مشاعرنا احيانا مع بعضها الاخر، و ينقبض قلبنا في اوقات اخرى.
نستجلب الماضي، و نتخيل اسوء سيناريو للقادم، و نحاول ان نخلق اللحظة و نعيش فيها طوال الوقت، لكن لا ننجح في كل مرة.
اذن المسألة مرتبطة بالذهن و ما يستجلبه من موضوعات و افكار و كيف يحللها، مرتبط ايضا بخلق جانب مشرق في هذه الآلية و الاتكال على خالق الكون و مدبره في امور كثيرة بعد السعي، فربما كان ما نصبو اليه احيانا به هلاكنا، و بعض ما لم يتحقق رغم التعب هو خيرة تدفعنا لأمر آخر.
تجهم الوجه، الاطراف المشدودة، الكتف المتكلس، الجسد المنهك، الروح الصعبة، كلها مخلفات هذه التركيبة المعقدة التي تتجه في اغلب الاحيان للجانب المظلم عند طرح الموضوعات و احيانا تسقط في فخ “ فرط التوقعات” من الاخرين و من ذاتها و من الاشياء، متناسية الهوة بين الحلم و الطموح و القدرة على التحقيق و المهارات، البعض ينطلق احيانا من نقاط ضعيفة فيختار ما يرغب به اكثر مما يناسبه، و للاسف الكثير من المجتمعات تدفع ابنائها الى ذلك حتى بات هناك تضخم في وظائف معينة مثلا و ندرة في وظائف اخرى.
تجارب تمر بها تورث احساس وهمي بالفشل، فعوضا عن ان نراها مراحل او فرص ساعدتنا في فهم ذاتنا و معرفة قدراتنا نشعر بأنها رصيد ثقيل في ارشيف تجاربنا الشخصية، و نجره معنا كالكرة الحديدة المربوطة في سلسلة و تقيد اقدم المساجين .
في ظروف كهذه يصبح الاسترخاء في بعض الاحيان هدف يستحق التعب و الجهد، للحد الذي به قد نسعى الى تدريب عضلة الوجه على الابتسام من جديد!

على الهامش/ هناك مصادر عدة قد ترهق الفرد و تعد كهجمات يومية يعبرها و ترهقه دون ان يشعر، قد تأتي على شكل ضوضاء فالصوت يؤثر، او على شكل اضواء تختبي في شاشات و اعلانات و مصابيح سيارات، و احيانا قد يأتي من كثرة الجلوس لا سيما وان الحياة العصرية اليوم تدفع الانسان للمقاعد دفعا، و مصدر اخر المجتمع بمن فيه قد يسبب التوتر مثلا مزاج الاخرين المنعكس علينا، الحالة العصبية لمن نتعامل معهم، او حتى سلوك البعض في الاماكن العامة، و كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

أربع نقاط سريعة

+هناك اشياء حين نفعلها نتذكر اشخاص، حتى بعض المشروبات التي نشرب و الاطعمة التي نأكل، نجدهم في ذهننا و كانهم يتوارون خلفها.
+يسخر الله لنا .. و لكن أعيننا للاسف في بعض الاحيان تتعلق في ما سلب من بين ايدينا او ما رغبنا به و هو بعيد.
+كانت لا تراسله على امل انه يفتقدها …ففقدته.
+البعض منا يشكو من الارق لكنه فعليا لا يجتهد في التخلص منه، لم يزل يمارس الكثير من العادات الليلية من مشاهدة تلفاز و قراءة و يستمر بشرب الكثير من المنبهات، السؤال هنا هل البعض منا يحب الأرق و جعله اسلوب حياة دون ان يشعر!؟

قبس هذا المساء

” يارب … أجعل بسمتي عادة، و حديثي عبادة، و حياتي سعادة، و خاتمتي شهادة”.

كلمة اخيرة
احذر التعود .

~ بواسطة يزيد في أفريل 25, 2021.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: