احيانا قد نكون ذلك البلياتشو

البلياتشو ذلك المهرج الذي اعتاد ان يخفي شعوره ، يتخفى داخل ثياب لا تعبر عن ذوقه الحقيقي ، يخفي شخصيته داخل شخصية يتوارى في قناعها ليعرفه الناس من خلالها دون أن يعرفوه حقا !
يضحكون له و ربما عليه دون أن يشاركهم تلك الضحكة التي يجتهد في رسمها فوق شفاههم التي لم تسأله يوما عن ادق تفاصيله و تحاوره لتعرف أعماقه و أحزانه و ماذا يحب أو يكره .
في زحام الناس التقت عيناه بها فأحبها و هي كانت تراه كما يراه الآخرين ، لا تعرف اضطراب دقات قلبه و متى تسرع او تكاد تتوقف من فرط حبه لها .
هذه المرة قرر أن ينهي كل شئ ، لم يقرر أن يعترف لها بل أن ينهي حياته التي لم يختارها في البدء ، قرر أن يشنق ذاته في هذا العرض الأخير و تحت قبة هذا السيرك ، و لتكون وطأة الألم أقل قرر أن يفعل ذلك أمام عينيها التي حين يراها يشعر بخدر غريب يسري في جسده و يفصل روحه المعلقة بها بعيدا عن كل شئ إلا عنها .
وقف على الكرسي و ادخل و جهه المتعب من كثر الابتسام داخل الدائرة و كان يتأملها و كانوا يتأملونه …
كان يدرك بأنه في هذه العلاقة قد يكون الأقل و الأكثر احتياجا لكنه يعلم بأنه ربما كان الأصدق ..
لم يطلب بشئ قبل موته .. فالمهرج لا بد ان يؤدي فقرته المعهوده …
و يجب أن يبتهج الناس ..
لذا كان يتحرك بصمت احترفه .. صمت روضته عليه ادارة السيرك …
كان يقترب من الموت بيديه .. و يتمنى ان تقترب هي له …
تشعر به لمرة واحده .. أو يلمح في عيونها التي يحب نظرة خوف عليه …
لكنها وقفت معهم .. تصفق بكفها الناعم .. و على شفتيها الابتسامة ذاتها ..
في عينيه بقيت دمعة .. رغم ضعفه لم تسقط .. و لم يسقط ..
الاضواء الكشافة كانت مضيئه .. و في أعماقه ثمة شئ بدأ يظلم …

+ سطور كتبتها من وحي أغنية البلياتشو التي كتب كلماتها الشاعر عمرو حسن و غناها فريق عمدان النور .

~ بواسطة يزيد في جانفي 7, 2015.

2 تعليقان to “احيانا قد نكون ذلك البلياتشو”

  1. مُحزِن

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.