كن فيكون
كيف لك ان تحمي شخصا تحبه من شئ يسكنه .. يسير في دمه .. لا تستطيع ان تراه .. و لكنه يعلن وجوده .. و بطريقة مكرره للاطباء .. لجدران المشفى .. لغرف العنايه المركزه .. لكن ليس للمصاب او من يحيطه !
تظل التجربه رغم انتشار الداء .. متفرده و جديده .. وتبقى لكل حاله ملابستها و تركيبتها .. التي تحمل اكثر من رده فعل واحده .. فهناك اكثر من روح تعاني .. رغم ان المصاب فعليا شخص واحد .
يبدو الامر اكثر تعقيدا حين يصبح هذا الجسد اصغر .. و العقل ابسط من ان يعي هذا التعقيد و تلك الملابسات و التقارير الطبيه و فحوصات المعمل و نتائج المختبر .. لكن النفس قادرة على ان تعي التجربة .. تشعر بالضيق .. وان لم تعلم دوافعه او اسبابه .. تعاني مرتين .. مرة من الجديد الذي اصابها و مرة اخرى من عدم القدرة على الالمام بهذه التفاصيل التي احاطتها بشكل مباغت .
تلك الهدايا التي تتابع .. و الوجوه التي تقبل و تزور .. ذلك اللطف المهيمن .. و الحب المباغت .. دون ان تعي طبيعة ما يدور .. يساورها شك يصل لحد اليقين .. بان هناك مصاب ما يلم بها او يحيطها .
قد تصبح وفقا للتركيبه الانسانية .. اكثر ضجرا و ربما عدوانيه .. رافضة الغطاء الذي يدثرها معتقدة ان العلة به .. منزعجة من الاصوات المترامية اليها على بعد جدار واحد .. ذلك البكاء الأشبه بصوت قط اعزل سُجن و يتعبه الجوع .. مواء به من الألم و التعب بقدر ما به من التوسل و الاستغاثه .
تلك الحالة في الغرفة المجاورة تؤكد ان التجربة مكررة .. ومع هذا تظل دائما جديده .. تسبب الكثير من القلق و الاضطراب .. خاصة اذا اقترنت بجهل عميق بما يجرى .. وضياع اكبر حين يتم شرح الاشياء بلغة لا تفهمها .
في ذلك الجناح الممتد لطائر لا يطير .. انهكه المرض .. و ارهقته اشياء كثيره ابسطها تبدل كل شئ .. بدء من الوسادة التي اعتاد ان يضع رأسه عليها .. الى الشعور بالامان في انه بمنزله و يحيطه اهله لا الغرباء .
في جناح الاطفال الذي لم ازره حتى الآن .. ادرك انها ترقد هناك .. تحاول صيد النوم كفراشة اسطوريه .. عبثا لا تأتي الا حين يجهز عليها الارهاق او الضجر .
من المؤكد انها آية من أيات الله .. وله بكل شئ حكمة قد لا نعيها .. وان حاولنا ان نحلل الكثير .. يبقى كل ما نفكر به او نقوله متواجدا في حيز الظنون بعيدا عن فضاء المؤكد .
كل ما اتمناه.. ان يصبح كل ما تمر به .. اشبه بنار نبي الله ابراهيم .. تبدو للجميع محرقة .. مميته .. لكنها عليه وحده بردا و سلاما .. وهذا الامر اسهل من السهولة ذاتها لمن يقول للشئ كن فيكون .










كطفل .. مشاعره و أحاسيسه لا تتخطي الألم و الشفاء
كمراهق .. ضجر و ملل من السكون
كشاب .. قلق مع أمل
كبالغ .. الخوف بكل معانيه
عدت لسنوات مضت و وجدت نفسى بكل حالة , سبحان الله .. كل ما كبر الإنسان زادت معرفته بالدنيا و زاد تعلقه بها مع معرفته الكامله بأنه يقترب للرحيل منها .
o7447o said this on ديسمبر 14, 2012 في 10:13 ص |
و كلما ادرك ايضا عمق قدرة الله و حكمته .. واخجله كرمه معه في مواقف كثيره .
يزيد said this on ديسمبر 14, 2012 في 1:11 م |