قد تبدو عابره

9nov2015dd

هناك اشياء في حياة كل منا ، تنتهي و نتصور ضمنيا انها مضت ، و كانت مرحلة عابرة ، و في الحقيقة هي ليست كذلك !
فزيائيا قيل ” لكل فعل ، ردة فعل ، مساوية له في المقدار ، معاكسه في الاتجاه ، تعملان على نفس الخط ، و تؤثران على جسمين مختلفين ” ، و تعرف هذه النظرية بقانون نيوتين الثالث .
عاطفيا شعرت خلال رحلة حياة أن هذه النظرية قد تنطبق بشكل أو بآخر على ” العلاقات الأنسانية ” ، بدء من علاقة الانسان بنفسه و صراعه المستمر بين ” الجسد و الروح ” ، او عبر علاقاته بالآخرين .
اليوم تطالعنا الصحف عن خبر قد يبدو ” عابر ” لكنه اثر بي بشكل او بآخر ، فتح نافذة التأمل على مصراعيها ، فكم من الاشياء التي تصورنا انها ” جميلة ” نكتشف بعد مرور وقت انها اسوء ما يمكن أن يحدث لنا أو لمن نحب .
في مرحلة ” عدم اتزان ” قد يخطئ الانسان ، ينجرف لأحاسيس لا يفهمها ، و احيانا يهرب من احاسيس تزعجه ، يلقي ذاته في احضان اي غريب ، لشعوره بغربة داخليه تفوق طاقته على التحمل و قدرته على الامتصاص .
هي قصص لم تكتمل ، تم طي صفحاتها ، لكن الوقت يفتحها كجرح لا يندمل ، قد تأتي على صيغة ” أخبار ” يتسلى بها الناس ، فضائح يتم تناولها مع قطع البسكوت و الشاي ، على مائدة ثرثرة لا تنتهي ، لا تضر من يتحدث ، لكنها قد تؤثر في ارواح اخرى ، و اجساد ضمها التراب ، حديث عن موتى و احياء و تجارة بكل شئ حتى ” قصص الحب العابرة ” !
تداولت الصحف  أن ” جيمس هيوت ” يود أن يبيع ” سطور ” كتبتها له الليدي ديانا ، هي رسائل و مجموعة من البطاقات كُتب بعضها بخط يد ابنها الأمير ” وليام ” حين كان عمره ست سنوات .
ترددت الاخبار بأن الامير يود شراء هذه الرسائل كي لا تبصر النور ، و أعلن أنه مستعد لشرائها بأي ثمن حتى لو ساومه علي شرائها ” حرف حرف ” .
تخيلت عشباً اخضر ، سيده مجروحه و ابنها الصغير ، في غفلة من القادم ، تمليه ما يكتب و يسطر العبارات فخوراً انه يكتبها بشكل صحيح ، لرجل كان مقرب من ابيه و من عائلته بشكل عام .
طفل لم يتخيل انه كان ” شريكاً ” في خيانة ما ، اقرت بها الاميرة لاحقاً عام ١٩٩٥ مما دفع الاسرة الحاكمة الى ابعاده عن البلاط ، و من ثم ابتعدت هي و تغير على الطفل المناخ العام و المكان .
هذا الطفل يجب أن ” يكون ” كما رسم له ، يرتدي ” زياً ” فصل له منذ مولده ، و هي حاولت أن تٌبقي هذا الرداء ، لكنها لم تتمكن – و للدقه مشاعرها – من تحمل تبعيات ما تراه .
زوج كان يحب سيدة تفوقها بالعمر و تفوقه ، بدت لها ” صديقة ” مقربة منه ، لكن حدسها ادرك أن هناك شيئا يفوق ذلك ، كان يعرفها قبل أن يتعرف عليها ، تمنى أن يرتبط بها ، لكن ” القوانين ” لم تسمح بذلك !
في الحياة ” المضطربة ” حاول كل فرد منهم أن يجد له حياة و  مكان مناسب  في الخريطة التي ” رسمت سلفاً ” وفق قرارات عقليه و تصور ” استشرافي ” قد لا يتحقق أو يكون .
أمام هذه الخريطه ضاعت أعمارهم التي امضوها في صراع بين اهوائهم و بين ما يجب ان يكون ، فكانت التيجة ” حياة ” ينشغل بها ” العامة ” و قد يعيشونها دون أن تروق لهم !
عمر لا يخلو من لحظة ” سرية ” عابرة ، بها ضعف انساني ، و “دفء ” مشين، قد يحاول الانسان نسيانه بعد وقت ، و محيه من تاريخ حياته ، لكن يظل للأقدار تراتيب ، و للناس عيون نهمة و اذان ترغب بسماع المزيد .
هو قد يكون ” غدر ” الواحة التي لجأنا اليها ذات ضعف ، أو ” فقدان سيطرة ” مباغت داهمنا ذات شتاء ، قد يكون ” كابوس ” للابناء الذين يحصدون ما فعله الأباء ، و قد يكون أشياء عديدة لكن الأكيد أن العاشق حين يبيع سطور من أحبه فهو هنا يبيع بعض نفسه و يرخص بعض ماضيه .
مضيت ارقب تاريخي …
اتذكر بعض ضعفي .. زلاتي ..
” اجتهادي ” الذي قد لا يكون في محله …
” انسانيتي ” و فهمي الخاطئ لها احيانا …
” قلة تجربتي ” رغم مرور العمر و السنين …
كلها ثغرات قد تودي بي و تحملني هناك …
لضفاف لا تشبهني ..
لكني مضيت لها بحثاً ” عني ” أو هرباً ” مني ” …
هي ” مواقف”  تحدث و يتصور من بها انها عابرة ..
لكنها تؤثر بنا و لا تعيدنا كما مضينا …
تبقى ” انطباعات ما ” محفورة بالعمق …
قد يؤلمنا تذكرها .. أو يخجلنا ..
فما بالك إن هي باتت ” خبر ” ..
أو ” حديث مجلس ” ..
هي لحظات قد تبدو عابرة ..
و بعضنا بسذاجة ” يوثقها ” ..
بسطور تكتبها يده ..
و رسائل نصيه ..
و صور يتم تبادلها عبر ” اجهزة ”  ذكيه ..
” لا تنسى ”  و سهل أن تُخترق ..
هي اشياء في حياة كل منا .. قد تنتهي دون أن تنتهي حقاً !

هامش :
+ عن و حول  الخبر ” ١ ، ٢ ، ٣ ” .

+ عن قانون نيوتن الثالث .

~ بواسطة يزيد في نوفمبر 9, 2015.

2 تعليقان to “قد تبدو عابره”

  1. كيف لرجلٍ أن يُساوم على حب امرأةٍ في اللحد ..؟؟!!

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.