شفافية سعاد

28june2017a

سعاد حسني في لقاء “تلقائي” مصور اجرته معها المذيعة والاعلامية المصرية سلمى الشماع في آخر ايام مهرجان الاسكندرية السينمائي السابع لدول البحر الابيض المتوسط و المقام في فندق ” شيراتون المنتزه” و عرض فيه فيلمها ” الراعي و النساء ” الذي عادت به الى الشاشة السينمائية بعد غياب يتجاوز الثلاث سنوات و نيف .
كانت الوقت منتصف شهر سبتمبر من عام ١٩٩١ ميلاديه ، و كان الغياب بعد ما شعرت سعاد بأن المحيط الفني حولها بدأ في التغيير و ان الابجدية التي عرفت و تعلمت خلال مشوارها في الفن لم تعد لها مكان في الخريطة الفنية الجديدة وفق ما لمحت به في حديثها ، داهمها هذا الشعور حين تعاملت مع المخرج الشاب حينها شريف عرفه و الذي اقتص من العمل مقاطع كثيرة و لغى اغاني لكي ينهي العمل بالفيلم الذي باغتها به الم الظهر بشده في تلك المرحلة ، كما ان حملات صحفية عديده كانت تحكي عن عدم انضباطها و غيابها عن التصوير وكتبت سطور عديدة دون ادنى تحقق او معرفة .
حول هذا الامر تحدثت الفنانة يسرا التي شاركتها العمل في في فيلمها الاخير و الذي تم تصويره خلال خمسة اسابيع فقط و قالت حول هذا الامر : ” عندما بدأ التصوير توقع البعض ان تتاخر عن مواعيد التصوير التي كان يحددها لها يوما بيوم المخرج علي بدرخان ، كما كانت تتاخر عن مواعيد العمل في فيلمها السابق حسب ما شاع و اذيع ، و لكن التوقعات لم تكن في محلها، فقد كانت تحترم مواعيد التصوير ” .

28.june2017bJPG

هذه الفيلم اخذ المخرج علي بدرخان فكرته عن قصة ايطاليه اسمها ” جريمة في جزيرة الماعز ” و رشح سعاد لبطولته حينها و حدثها بالامر منذ عام ١٩٨٦ ميلاديه ، و لكن لظروف انتاجيه تأجل المشروع الذي اسند علي بدرخان كتابته للمؤلف وحيد حامد لكي يكتب السيناريو السينمائي و استمروا في الكتابة و التعديل طوال اربعة سنوات و لكنه آخر الامر لم يجده مناسب و يعبر عن وجهة نظره ، فكان ان كلف به كاتب آخر ، في ذلك الاثناء قرر المؤلف ان القصة طالما منبعها الادب العالمي فمن حقه ان يعطيها مخرج أو منتج آخر ، فاعطاها للمنتج ” حسين القلا” الذي رشح لبطولتها ناديه الجندي و النجم الصاعد حينها محمود حميده .
كانت اجواء عودة سعاد للعمل تشبه اجواء توقفها ، تشوبها مشاكل و امور لا تتوائم مع ما هو متعارف لديها و تنعكس على المناخ العام و ربما على نفسيتها التي تحاول دائما ان تفهم و في الوقت ذاته تقاوم ، و قد اشارت لهذا في اللقاء حين ذكرت بانها ذهبت لاستشارة طبيب نفسي ، و انها ترغب في وجود شئ يحركها من الداخل لا في الظروف المحيطة فحسب .
في ذلك المهرجان منحت نبيلة عبيدة جائزة عن فيلم لم يكن من افضل افلامها و عن دور لم يكن من افضل ادوارها – فيلم “توت توت”- و حظيت سعاد بجائزة مبتكرة ليلتها سميت بجائزة ” لجنة التحكيم” عن التميز الذي مثلت به دورها فحسب ، و قد تركت الجائزة في نهاية الحفل على المائدة التي كانت تجلس بها و مضت دون ان تأخذها معها .

28june2017c

ذلك المهرجان احتشدت به الجماهير لترى سعاد بعد غياب ، و قد غابت في ليلة الافتتاح و ليلة عرض الفيلم ، و ليلة المؤتمر الصحفي عنه ، و لم تحضر سوى حفلة الختام و طلبت بدورها ان لا تقيم سوى يوم واحد و لا تسكن الفندق بل شقة مطلة على البحر و قد كان لها ما ارادت .
في ذلك المساء غنت و هي جالسة على المقعد بعض اغنيات مسلسلها الشهير “هو و هي” مع احمد زكي ، و قال لها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي كان يجلس بجوارها بعد ان رأي مدى حماس جمهور الحاضرين لها ” الحقيقة يا مدام سعاد ان الحب ده يخلي اي نجمة تعمل كل شهر فيلم !! ” .
مما يذكر ان الجمعية التي اقامت المهرجان باعت شريط حفل ختام المهرجان ” فيديو ” لموزع عربي بمبلغ عشرين الف دولار، ثم رفعت الثمن الى اربعين الف دولار لمجرد ان سعاد حضرت الحفل و غنت به و هي جالسة على كرسي بين الحضور ، و دون ان تستفيد او تحاول استخدام سطوة نجوميتها و استغلال ذلك .

هذا اللقاء اجرته سعاد مع سلمى الشماع لكونها تثق بها ، كانت به كما هي في حياتها اليومية بسيطة و تتحدث كالاطفال دونما مساحيق ، من خلاله باحت به دون ان تبوح ، كانت تقريبا تفكر بصوت عالي ، و تستعرض مع جمهورها الذي يفهم و يقرأ ما بين السطور تفاصيل عديدة .
اضفت كل ما سبق لا لرغبة في استعراض ادنى معلومات بل لكون هناك من حمل هذا اللقاء ما لا يحمل و للدقة اسقطه مرة اخرى في دائرة القتل و المخابرات و كل تلك القصص التي بات البعض يفضل ان يضعها حول السندريلا متجاهلا ان هناك انواع كثيرة للقتل ابسطها و اكثرها الماً للفنان هو القتل المعنوى له في حياته و تشويه اسمه و مشواره عنوة امام من عينيه.

اضافه :
+ جزيل الشكر لـ دريد عبدالوهاب على اضافة هذا اللقاء النادر و الذي يكاد يكون الاخير ( المصور ) لها .
+ سعاد تعب ظهرها من ايام فيلم المتوحشة ، زاد شراسة في الدرجة الثالثة ، بعده قامت بعملية في فرنسا ، و خلال تصوير الراعي و النساء تم كسر احد المسامير التي تربط الفقرات خلال التصوير و استمرت في العمل كي لا تربك الفريق الذي معها و في بداية ايام المهرجان ايضا عاودتها الالام دون ان تعلن عن ذلك و بعدها انتكست حالتها و سافرت لرحلة العلاج الاطول.

 

~ بواسطة يزيد في جوان 28, 2017.

2 تعليقان to “شفافية سعاد”

  1. سعاد حسني. إسم مرادف للجمال حينما يُشقي صاحبه.

    أرجع لنظراتها في مهرجان الإسكندرية السينمائى السابع سنة 90 حتقولك:
    عائلة و أزواج غير مستقرين ..
    .. صلاح نصر > صفوت الشريف ..
    أصدقاء و جمهور خائن
    نهاية حزينه .. لم تنتهي .

    نظراتها في المقابلة ألم و عتاب أكثر منه فضفضه,, الأمل موجود لكن الألم حاضر..
    * من معاني إسم سندريلا .. فتاة الرماد.

اترك رداً على يزيد إلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.