براد شاي ..
كثيرة هي الأشياء التي تبدو عادية .. و مع هذا نتعلق بها .. منذ أن نراها .. رغم عدم انتباه الآخرين لها .. تشغلنا تفاصيلها و تشعل حنين مبهم في أعماقنا !
شاهدته اليوم في بيت جدي .. و رغم مشاهدتي له دائما .. شعرت اليوم أنه أجمل حين تذكرت سواه !
فهو لا يحاول أن يبهرك .. يستجدي أعجابك .. يضيع مع تفاصيل ليست لازمة .. و يظن أنها تزينه .. إنه يقف بإتقان مقاوم للزمان .. و يده الخشبية الداكنة تستند على خصره بتخايل لأنه صنع في اليابان .. بريق لونه لم يتأثر بعامل الوقت .. على هامته قطعة خشب صغيرة تبدو كقبعة .. حفر عليه نقش بسيط .. كوشم خفي رغم وجوده .. لا يظهر بشكل سافر و رخيص .
أبديت أعجابي العميق به .. مبدياً أسفي بأن الأسواق ربما باتت اليوم تزدحم بما يفوقه .. لكن لا يوجد مثله الآن كثيرا .
صوت من الجالسين أخبرني أنه قديم جداً .. من أيام .. وردد أسماء عديدة رحلت .. مضت بعد أن خلفت بصماتها عليه و لامست ذراعه .. و التقى بعينيها .. وسمع حديثها .. وشاركها الجلوس في أوقات عديدة و مختلفة .
مرت أياديهم التي أعرفها منذ طفولتي أمامي .. كسرب من الطيور الراحلة . لأفق بعيد .. لا أعرفه .. ولن تعود !
هذه الكلمات منحتني صمت ما .. و ابتسامة .. دفعت والدتي لأقتناصه لي .. فلم نخرج إلا و هو بيدها .. أتاها كرأس حنا المعمدان .. ملفوف بالقصدير داخل كيس بلاستيكي .
وكلما زاد رفضي و حرجي .. زاد تجاهلها لي .. والأصرار على التأكد من أنه غسل و تم وضعه في ذلك الكيس .
انتهى به اليوم فوق سريري .. أتأمله و هو ملقى كقتيل .. خائر القوى .. انتهت حياته في عالم قديم .. وهاهو يدخل بيت جديد .. لا يعرف به ملعقة ولا فنجان .
وضعته جانبا و بحرص .. وفي مكان أراه به كلما مررت .. و أخبرته أني لن استعمله كثيرا .. و سأتعامل معه شخصيا .. فكل أحبتي أحبوه .. و حافظوا عليه .. لأكثر من أربعة و ثلاثين عاما .. وعندي – بأذن الله – سيعيش بأمان طالما عشت !











صحيح القديم له طعم خاص في حياتنا بس هذا لا ينقص شي من الاشياء الحلوه في حياتنا الحاليه .. موضوع رائع بالرغم انه مجرد ابريق صغير قديم ولكن يستاهل هذا التأمل فيه والكتابه له ولكن ليس لانه قديم فقط لانه ادخل السرور في قلب اخ عزيز علي قلبي
ام مشعل said this on جانفي 20, 2013 في 12:52 م |
شكرا 🙂 والله يجعل السعادة دربك و السرور سماك .
يزيد said this on جانفي 21, 2013 في 5:07 ص |
تعرف اني جلست اطالع الصورة واول من جاء في مخيلتي والدي ، ولا يحب يشرب الا في هذا النوع فعلا قلبت صفحة الذكريات اتمنى القى مثله واحتفظ فيه ، شكرا على كل شي جميل تتحفنا فيه لاعدمناك
Abdulrahman said this on جانفي 23, 2013 في 7:30 ص |
مدام كان والدك يحبه .. ابحث في اغراضه .. وبأذن الله ح تلاقي .
الشكر لك و لسطورك .. 🙂 عبدالرحمن خلينا نعقد اتفاق .. اذا لقيت مثله في مكان ما .. او انا لقيت .. ح تلاقي بريد مني او انتظر بريد منك .. بعبارة اقصر اللي يلاقي .. يعلم الثاني .
يزيد said this on جانفي 23, 2013 في 11:47 م |
ابشرك لقيته في امازون تخيل لووول
Abdulrahman said this on مارس 19, 2013 في 4:08 ص |
تحت اي تصنيف !!؟
يزيد said this on مارس 27, 2013 في 12:22 ص |