جدار

we25mar2015

كانت النافذة الزجاجية شفافه ، دائرية كوجه مبتسم ، تظهر ما يتوارى في أعماقها من حياة ، من ضوء و زهور تلون العمر و تحاول ان تضيف لهذا الكون جمالا فتخفف من بشاعته و تجعله اقل قسوه .
أقدارها جعلتها توجد بقرب جدار ، يبدو صلبا لكل العيون التي تراه ، صلفا ، خاليا من المشاعر و ردات الفعل التلقائية ، و حدها كانت تدرك ما يخفيه خلف بياضه الممتد و ما يتحرك وراء مظهره الجامد .
في ليل الصمت استمعت لنغمات عذبه تصدر من خلفه و تنبئها عن الحياة التي يعيشها وحده حين يعم السكون المكان .
تعرف انه جدار عاشق للموسيقى و محب للهدوء في آن ، يمضي وقته وحده بمشاهدة المسلسلات الامريكية و الأفلام الأجنبيه و يقرا بين وقت وآخر كتاب او اثنان ، يحب الطعام الجيد و تستنشق رائحته رغم الاسمنت الفاصل و العوازل ، جدار يؤدي ما هو مطلوب منه خلال اليوم و حين ينام الجمع يستيقظ و يحيا و ينبض و يعيش .
تعلم انه جدار غريب الأطوار ، تحيطه الضغوط و تسكنه الأسرار ، له احساس مفرط لا يظهر كل حين ، و لديه ألم يكبر و يعيشه بلا انين ، و فوق بياضه الاجمل تظهر خطوط صغرى و تكبر مع السنين .
تقف اليوم أمامه و تترقب اهتمامه ، تعكس ضوئها فوق امتداده ، باحثة عن مكان لها في حياته ، فقد ألفت وجوده و لديها يقين به و بانه رغم صمته يسمعها و يشعر بها و سوف يسمعها صوته و ردوده .
تنتظر و صمتها … بداية حوار !

~ بواسطة يزيد في مارس 25, 2015.

2 تعليقان to “جدار”

  1. جميل ورائع كالعادة… الصمت هو قمة البوح.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.