أن تحب و أن تحب كثيرا
كان الوقت بدايات شهر فبراير ، و المكان مدينة نيويورك ، بالتحديد الردهة الداخلية لبناية مرتفعة مليئة بالمكاتب و استديوهات التصوير ، داخل محل هدايا و بطاقات تهنئة ، بجوار محل قهوتها المفضل كنا نقف و نطل معا عبر ممر عريض على بوابة موديه لمحطة المترو حيث يتدافع الناس دخولا و خروجا تارة بهدوء و تارة بعجالة و تارة بسير بارد غير مكترثين .
في ذلك اليوم كنت احكي لها عن بعض العلاقات الأنسانيه التي بها نحاول أن نكون انفسنا و نضيف قدر استطاعتنا لهذه العلاقة أو تلك و اخذها الى منطقة اكثر صدقا و حميمه ، تحدثنا طويلا عن درجة القبول و الاحساس بالرفض ، عن الطباع البشرية و انعكاسها على كل علاقة ، متفقين ان السلة التي لها يدين حتما سوف يحملها اثنين .
اعترفت لها بأن بعض العلاقات يكون بها احساس مزعج حين تكتشف انها تسير لأنك الطرف الذي يتصل بها و يحاول ان يتواصل و بان هذا داخليا قد يشعرك بانك تجدف وحدك و في مرحلة لاحقة يمنحك احساس غريب بأنك غير مرغوب او محبوب بالشكل الذي توده و تشعر أنت داخليا به اتجاه هذا الطرف او ذاك .
تحدثنا عن ترك مساحة للشوق ، عن التماس العذر للآخر ، عن ان هناك صفات لا تتبدل ، عن ان بعض العلاقات تفشل لخلوها من الاهتمام أو التلقائيه و ان احد الطرفين يؤدي نفس الدور في كافة علاقته لذا قد تنجح حينا و تفشل احيانا ، تحدثنا عن صعوبة فهم الآخرين ، عن حقيقه بأن ليس كل ما يدور بخلدنا من تفكير و ظن حقيقه و تشعبنا بالحوار و نحن نتنقل بين الاشياء .
نقرأ بطاقات عن الحب ، عن المشاعر ، عن التقدير ، تهنئة لوظيفة جديده او منزل جديد ، سطور كتبت ليوم ميلاد او لانجاب طفل آخر لهذه الحياة ، حروف تختم على الورق و تريح من يود ان يتجنب التعبير مشقة الكتابه ، فيعيش الانسان عصره الجديد و هو يحتفظ بشعوره لذاته ، لا يعبر فيساء فهمه من قبل الطرف الآخر في بعض الأحيان .
تفرقنا و نحن في نفس المكان ، جلست اصور دب وحيد وضع على مدخل المتجر و هو يحمل قلبا كتب عليه ” ضمني ” اخبرتها بأني هذا الدب احيانا و أشعر برغبة غريبه بالاحتضان و الضم ، ثم قمت بتصويره و التنقل لزاوية اخرى وضعت بها بضائع اخرى مرتبطه بالاحاسيس و المشاعر و تعزف على منطقة لدى الانسان لا تهدأ و لا تكل .
عند خروجنا اعطتني كيس به هذا الكوب هديه و قالت لي ” أنت روح تتحب و تتحب أوي و اللي يشوف غير كده هو حر ” .
اليوم استخدم هذا الكوب للمرة الأولى .. و اليوم كانت هي موجوده رغم البحر الذي يفصل اوطاننا ، شكرا لها و شكرا لله دائما على الأيام الحلوة التي يمنحها لنا و التي تأتي بأناس لم نخطط أن نعرفهم و لكن الظروف تجعلنا نفعل و بشكل تلقائي برئ لتصبح هذه العلاقات رغم الألفة التي بها غريبه و شبيهة ببيضة الديك لكونها تظل علاقات لا تتكرر ، متفرده ، و رغم الغياب بها من العمق الشئ الكثير .











أوافقها وبشدة بِسْم الله عليك ، الله يحفظك لنا 💜💜🙌
نورة صلاح said this on أفريل 1, 2015 في 4:35 م |
شكرا يانورا 🙂 و يخليك .
يزيد said this on أفريل 1, 2015 في 5:39 م |
هي حقيقة نطقت بها حفظك الله والبسك لباس الصحة والسعادة.
ص.ط said this on أفريل 1, 2015 في 6:24 م |
و من قال 🙂
يزيد said this on أفريل 1, 2015 في 8:58 م |