أن تحب و أن تحب كثيرا

IMG_9941

كان الوقت بدايات شهر فبراير ، و المكان مدينة نيويورك ، بالتحديد الردهة الداخلية لبناية مرتفعة مليئة بالمكاتب و استديوهات التصوير ، داخل محل هدايا و بطاقات تهنئة ، بجوار محل قهوتها المفضل كنا نقف و نطل معا عبر ممر عريض على بوابة موديه لمحطة المترو حيث يتدافع الناس دخولا و خروجا تارة بهدوء و تارة بعجالة و تارة بسير بارد غير مكترثين .
في ذلك اليوم كنت احكي لها عن بعض العلاقات الأنسانيه التي بها نحاول أن نكون انفسنا و نضيف قدر استطاعتنا لهذه العلاقة أو تلك و اخذها الى منطقة اكثر صدقا و حميمه ، تحدثنا طويلا عن درجة القبول و الاحساس بالرفض ، عن الطباع البشرية و انعكاسها على كل علاقة ، متفقين ان السلة التي لها يدين حتما سوف يحملها اثنين .
اعترفت لها بأن بعض العلاقات يكون بها احساس مزعج حين تكتشف انها تسير لأنك الطرف الذي يتصل بها و يحاول ان يتواصل و بان هذا داخليا قد يشعرك بانك تجدف وحدك و في مرحلة لاحقة يمنحك احساس غريب بأنك غير مرغوب او محبوب بالشكل الذي توده و تشعر أنت داخليا به اتجاه هذا الطرف او ذاك .
تحدثنا عن ترك مساحة للشوق ، عن التماس العذر للآخر ، عن ان هناك صفات لا تتبدل ، عن ان بعض العلاقات تفشل لخلوها من الاهتمام أو التلقائيه و ان احد الطرفين يؤدي نفس الدور في كافة علاقته لذا قد تنجح حينا و تفشل احيانا ، تحدثنا عن صعوبة فهم الآخرين ، عن حقيقه بأن ليس كل ما يدور بخلدنا من تفكير و ظن حقيقه و تشعبنا بالحوار و نحن نتنقل بين الاشياء .
نقرأ بطاقات عن الحب ، عن المشاعر ، عن التقدير ، تهنئة لوظيفة جديده او منزل جديد ، سطور كتبت ليوم ميلاد او لانجاب طفل آخر لهذه الحياة ، حروف تختم على الورق و تريح من يود ان يتجنب التعبير مشقة الكتابه ، فيعيش الانسان عصره الجديد و هو يحتفظ بشعوره لذاته ، لا يعبر فيساء فهمه من قبل الطرف الآخر في بعض الأحيان .
تفرقنا و نحن في نفس المكان ، جلست اصور دب وحيد وضع على مدخل المتجر و هو يحمل قلبا كتب عليه ” ضمني ” اخبرتها بأني هذا الدب احيانا و أشعر برغبة غريبه بالاحتضان و الضم ، ثم قمت بتصويره و التنقل لزاوية اخرى وضعت بها بضائع اخرى مرتبطه بالاحاسيس و المشاعر و تعزف على منطقة لدى الانسان لا تهدأ و لا تكل .
عند خروجنا اعطتني كيس  به هذا الكوب هديه و قالت لي ” أنت روح تتحب و تتحب أوي و اللي يشوف غير كده هو حر ” .
اليوم استخدم هذا الكوب للمرة الأولى .. و اليوم كانت هي موجوده رغم البحر الذي يفصل اوطاننا ، شكرا لها و شكرا لله دائما على الأيام الحلوة التي يمنحها لنا و التي تأتي بأناس لم نخطط أن نعرفهم و لكن الظروف تجعلنا نفعل و بشكل تلقائي برئ لتصبح هذه العلاقات رغم الألفة التي بها غريبه و شبيهة ببيضة الديك لكونها تظل علاقات لا تتكرر ، متفرده ، و رغم الغياب بها من العمق الشئ الكثير .

IMG_7723

~ بواسطة يزيد في أفريل 1, 2015.

4 تعليقات to “أن تحب و أن تحب كثيرا”

  1. أوافقها وبشدة بِسْم الله عليك ، الله يحفظك لنا 💜💜🙌

  2. هي حقيقة نطقت بها حفظك الله والبسك لباس الصحة والسعادة.

اترك رداً على يزيد إلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.