غيوم
في الزرقة نسبح جميعا ..
كسحب تسير في مسار تراه ..
تتصور أنها تدل طريقها ، تعرفه ..
لكنها تمضي دون أن تعرف شيئاً !
تُمطر …
دون أن ينتابها مخاض ..
كالبكاء تماماً ..
حين يأتي بعد طول أنتظار أو بغتة دونما ميعاد ..
طائرة محلقة ..
تشق سماكتها الهشة …
أو طائر عابر و دون استئذان ..
قد تلتقطها عدسة مصور لتحفظ شكلها في زمن ما ..
قد يتبدل شكلها بهدوء و بالتدريج ..
دون أن تعلم حقاً …
متى تنعكس أشعة الشمس فتلون قلبها …
و متى تُعتم هي .. فتتكتل و تخفيها ..
تراها الأعين …
و نقع على حقيقتها علمياً ..
وفق ما كُتب و درسناه ..
لكننا لا نعرفها حقا ..
فهي بعيدة دائما و أن لامسناها ذات سفر ..
أو شاهدناها عبر نافذة بيضاوية تفصلنا عنها كأنطباع !
هي الصامتة ..
التي تسمع زقزقة الطيور ..
و ضحكات العشاق ..
و لعب الأطفال في زوايا الدار ..
هي التي تشهد الزحام ..
و ترقب امتداد المحيطات ..
و تعرف كيف يكون التحليق و كيف يكون الغرق !
هي التي تلامس بعضها ثم تمضي ..
كغرباء التقوا ذات مساء ..
ضمتهم ليلة حميمة ثم عادوا غرباء ..
أو كأجساد متعبة يضمها باص مزدحم ..
تتلاصق به الكتوف ، و عند النزول تتحرر الأشياء ..
في السحب ..
رأيت ذاتي دونما تخطيط ..
أخذني تأملها لماضي بعيد ..
لأرواح تشبه سحابة مضت و ابدا لن تعود ..
لوجوه اذكر ملامحها و رغم وجودها في حاضري تموت !
مددت يدي لألتقط صورة جماعية ..
لسحب تجمعت في لحظة عادية ..
لكني شعرت بها ..
و أدركت بأنها ستبتعد ..
ستفترق تماماً …
و لن تلتقي .. مثلنا يا حبيبي .
لك احساس .. إن تريده أن يطير بك سيطير بين الغيوم سيعيشك حياتها و يرصد لك تحولاتها ، و إن تريده أن يكون زهرة مكسورة في تربة جافة داخل أصيص ضيق سيكون لك .. إن أردته مرهفاً كان ذاك و إن أردته صلباً قاسياً كان ذلك ، احساسك يروض الحروف يشكلها لتكون أنت وتكون ذاتها ، الحقيقة القديمة هي أني أحب أسلوبك في الكتابة و الجديد هو أني أحببت وتأثرت بهذا النص .
تفاصيل said this on فيفري 2, 2016 في 7:10 م |
سطورك اثرت بي كثيرا و امطرت بداخلي كسحابه و ازهرت باعماقي فرح احسسته .. شكرا لك .
يزيد said this on فيفري 2, 2016 في 7:20 م |