خطوة ما
احيانا كل المطلوب هو خطوة ما ، في اتجاه صحيح قد نجد به انفسنا ، و في درب لا نلمح به ظلال فشل أو خذلان .
هي التجارب السابقة تتبعنا كسحابة تحجب الضوء ، و تنذر بأحتمالية مطر ، إن انهمر لا يَتعب و لا ينتهي .
هي حياة الآخرين ، تجاربهم ، كلماتهم ، و تفاصيل اخرى عديدة ، تتسلل منهم لتسكن بداخلنا ، و تتوارى دون ان نراها حقا ، لكننا نشعر بها ، و نتأثر ، و نضجر دون معرفة سابقة و نحزن لأننا لا نستطيع أحيانا أن نكون ما رغبنا .
هي احلام قد نرويها لروح تتقن الانصات ، نروى لها في يقظتنا اننا نتخيل و نتصور امكانية حدوث هذا الامر أو ذاك ، نحكي لها عن كتب حلمنا بتنفيذها ، نبوح باسماء عناوينها ، و بأننا شرعنا بكتابة هذا أو ذاك ، نلقي كلماتنا ثم نمضي ، و بداخلنا يقين أن الحلم يظل دخان عابر ، لا تقبضه اليد و ان استنشقناه و حاولنا و انهينا في مشوار الكتابة صفحات عدة .
هو الشعور باللاجدوى يتسرب في عمقنا ، يسمم كل جميل ، فيذوي ، و نشعر بأن كل ما نريده هو مجرد احساس عابر، في عالم فاني ، سينتهي و ننتهي فيه ، دونما خلود حقيقي أو اثر باقي للأبد ، و بأن كل ما فعله سوانا مجرد محاولات ، بعضها فاد الانسانية ، و اضاف لها ، و بعضها تاجرت به جهات عدة و استرزقت بعد رحيل هذا المبدع او ذاك .
هو عالم مادي الى حد ما ، تحركه المصالح في بعض الاحيان ، و الاهواء في احيان اخرى ، لذا من المؤثر ان تجد روح تحيك لك حلمك ، و تنقش عناوين رددتها على دفاتر معدة لاحتضان كل ما سطرته و مالم تسطره بعد ، تعطيك حقيبة معدة لانجاز الحلم ، بها تضع كافة ادواتك و تمضي في دربك ، لتقول لك انها خطوة واحده ، فما يفصلك عن كل ما تريده خطوة ، ابدائها و الخطوات التالية سوف تأتي .
ترقب كل ما يحيطك بتأثر بالغ ، تستشعر توقعات الآخرين بك و تهابها و تخشى الخذلان ، ففي هذه الحياة كم من مرة خذلت نفسك و احبطت اقرب الناس لك ، تشعر بأن هناك خيوط تحيطك ، هشة كبيت العنكبوت ، ويراها البعض تافهة و لا تعني شئ ، لكنك تدرك بأنها في تراكمها باتت ككرة الثلج التي تخفيك و انك رغم نهوضك و تحركك تظل مقيد تحت وطآة شعور لن يعرفونه ، و لا تستطيع ان تثبته لهم ، فهو احساس غير مرئي ، يشبه قيد حديدي ، يجرك للخلف و يبعدك احيانا عن الحياة نفسها ، و الفرح الذي كنت تعرفه في السابق ، و تشعر به ، و تعيش لحظاته من عمق قلبك .
هو الانكسار دونما تهشم ، الضيق رغم اتساع المدى ، و الهدايا التي تأتي في موعدها ، و كل ما كنت تحلم به و تتمناه أن تتوارى بعيدا تحت مفارشك ، متدثر ، ترقب مرور اليوم الذي ولدت به و انتهائه ، متذكرا مرارته في اعوام سابقة و مستعيدا ذكريات عدة قد حدثت به و مرت فيه .
هي الحياة تفاجئنا ، تكسر توقعاتنا ، تمنحنا الكثير و تمتد لنا كيد تحاول أن تصافحنا و تنقذ الغريق ، هي الحياة على صورة انسان يحبك ، متصالح مع كل احباطته لكنه لا يتنازل عن حقة في الحياة ، و يريدك أن تنهض مثله ، و أن تحيا ، و أن تكون بأي شكل كان .
لهذه الروح و لهذا الانسان عميق الشكر و الامتنان ، بعدد خيوط الضوء و تدرج كل الألوان .
“Second gift today”
سلم لي على هالروح النادرة الوجود ، ربي يرضيها ويرضى عليها ، ويكرمكم أنتم الاثنين بالتوفيق والهناء .
حنان said this on مارس 16, 2016 في 6:28 م |
امين
يزيد said this on مارس 17, 2016 في 6:34 ص |
مؤثرة .
حتى إني غرت !
ناي said this on مارس 16, 2016 في 8:48 م |
🙂
يزيد said this on مارس 17, 2016 في 6:34 ص |