غابة سوداء و سمكة اخرى!
في عمر ماضٍ التقت سمكة مع آخرى …
بمرور الوقت تألفت أرواحهم ، و سبحا في ذات المحيط ، لكل منهما مكانه و أدواره التي يلعبها و تياراته التي تبدّل من مزاجه و تسحبه أحيانا لعمق بعيد ، و دائما بعد كل افتراق يأتي لقاء جديد ، به يكون للبوح مكان و للضحك مساحات ، و غيمة من صفاء تعبر خلالهما دونما رؤيا و دونما ضجيج .
كانت السمكة الأولى تتلمس دروبها في دور جديد ستقوم به و تعيشه ، و كانت الثانية شديدة الانبهار بها و تستلهم من سلوكها وحديثها كل ما هو جديد عليها و تتعلمه ، كانت الأولى معطاءة وفق طبعها و الثانية تحب المشاركة و الحديث .
في مطبخ صغير ارتفعت درجة الانبهار ، حين أعدت السمكة الكبرى كعكة ” الغابة السوداء” ذات مساء ، و بدأت تحرك الخليط المحلى و تمزج كافة المكونات و الأشياء ، تتحرك بملئ صباها و بأحلامها و إحساسها العالي النبيل ، و تضفي على علاقتها مع الأخرين كل ما هو صادق و جميل .
في ذلك اليوم تمتعت السمكة الصغرى بكافة التفاصيل ، و بمرور السنوات تعلمت من تلك السمكة الكثير، دونما توجيه مباشر و دونما تباهٍ أو تعالٍ ، كانت سمكة تشارك الأسماك الصغرى الحياة بعيوبها و تجاربها و تضحك معهم دون أدني رأي مسبق أو حكم مطلق و دون أن تتوقف أمام ما يتوقف أمامه الآخرين بتعنت، و يتصرفون إزاءه بشكل مقولب ، فقد كانت تنطلق مما تشعر بأنه حقيقي و يناسبها و تراه متوافقا مع رؤيتها ، دون أن تلتزم بمعايير الآخرين أو ترتبك أمامها و بها تبالي.
مرت السنوات و أخذ المحيط الأسماك في زوايا عديدة ، و منحهم أدوارا جديدة ، أحيانا يسبحون في الصفو مع التيار و يحاربون بهدوء بعض الموجات العنيدة ، كل سمكة تعيش معاركها الداخلية أو الخارجية دونما صخب و دونما ثرثرة ، و دونما إلغاء للعاطفة أو حساب للأمور بالورقة و المسطرة .
أسماك تحمل في قلبها بوصلة تدفعها للاتجهات دونما تبرير ، فتارة تستسلم لما هو كائن و تارة تحاول ممارسة التغيير ، تسبح في محيط لا نهاية له و في أعماقها تحمل محيطا كبيرا !
البارحة و بعد مرور ثلاثة و ثلاثون عاما و ربما أكثر ، تكرر “المشهد” دونما تخطيط ، و حمل السمكة الصغرى لماضٍ بعيد ، فها هي السمكة الكبرى تحضّر من جديد كعكة ” الغابة السوداء” لتشارك الصغرى يوم مولدها ، مما دفع الثانية للتأثر و الشعور بامتنان عميق للخالق الذي بارك لهم في أعمارهم و حفظ لهم أمنهم و كل ما يربط بينهم ، فها هم يعيدون اللحظة الماضية مع تبدل الأدوار ، فالسمكة الصغيرة لم تعد صغيرة ، و السمكة الكبرى باتت اليوم جدة جميلة ، فطباعها الحلوة لم تتبدل و إن تصورت ذلك ، و إحساسها المرهف لم يتغير و إن تصورت ذلك ، و هاهي و تحت تأثير إحساسها تمنح الآخرين من جديد ، و تجعل من فكرة وجودها في أي محيط تعيش به سبب لألف فرحة و ألف شئ سعيد .
في صباح هذا اليوم أهنئها بيوم مولدها لكونها ولدت بعدي بيوم ، و أؤكد أن هذه السطور تحمل الكثير من “الحقيقة” و ليست قصة من قصص ما قبل النوم !
ياااه كم هم مميزون مواليد الحوت ، اعرف ذلك لان حولي العديد مهنم ، الى ٢٠ مارس وتنتهي الرقه ويبدأ التغطرس الفطري للحمل ☺️
حكايا نون said this on مارس 16, 2017 في 3:44 م |
🐳
يزيد said this on مارس 16, 2017 في 10:05 م |