٦ رمضان ١٤٤٢ هجرية

ان تسرق ذاتك بيدك

احيانا اشعر بأن الاجيال الجديدة تتمتع بجسد رمضان و مظاهره، لكنها لا تلامس اعماقه أو تستشف عذوبة روحه، ترى الاضواء المعلقة و المسلسلات المعروضة، و اذن كل منهم قد تسمع من الاعلانات المزعجة، اكثر مما تسمع من البرامج الاذاعية الهادئة و الهادفة، لا ترى التعفف الذي كان أحد سماته في الشاشة التي لا تفتأ ان تظهر لنا كل عام الكثير من قواعد النساء اللواتي يقمن بدور صبايا يتكسرن امام العدسات بدلع ثقيل و عمليات التجميل باتت لا تضيف بقدر ما تُنقص، و الرجال ليسوا بافضل حال وجوههم المنتوفة المرهقة باتت اشبه بمعالم جيولوجية من كثرة طبقات المكياج و رفضهم لتقدم العمر، لا شئ يوحي لهم بهوية الشهر الحقيقية و كأنه مواطن من بلد ثاني و غير الجنسية، قد يحمل الاسم ذاته لكن الكثير من التفاصيل تغير، و اتصور ما يشعرون به كاجيال جديدة بتنا نشعر به مع فارق، اننا لمحنا وجهه القديم و روحانياته ذات زمن، ثم شوهناه حين رغبنا بتجميله ذات نهار وحولناه الى مناسبة نتباهي بها و موروث يشبه الفلكلور لا عباده.، بات عاده يرافقها موت تراكمي في الاحساس به و الشعور.

عشنا مثل امراة تعاني من وسواس قهري يدفعها كل عام لعمليات تجميل اضافيه سعيا للوصول الى وجه تتصور انه افضل، و بمرور الوقت اضاعت وجهها الذي تعرف في عيادات التجميل، باتت تصرف الكثير و تهدره، بحثا عن وجه يدخل مشاعر معينة الى نفسها ، تعطشت في البدء للمتعة و الابهار عوضا عن السكينة و الطمانينة التي كانت تحوف بها، و في النهاية اكتشفت انها اضاعت عمرها في غرف الانتظار ، عمر كانت به مرتبكة، قلقة ،حزينة، مكتئبة، تشعر دوما بان هناك شئ ناقص و كانت تبحث عنه، و اليوم هي ترى صورها القديمة و في قلبها اشتياق للوجه الذي رفضت و الوقت الذي كان، لكن الحال تبدل و لم يعد بالامكان.

أربع نقاط سريعة

فعلت كل ما هو مطلوب منها و اكثر، و مع هذا تنفرط حبات العقد الذي جلست تنظمه عمر كامل امام عيونها بصمت.
في الحياة نحب أن نتحدث عن اهمية الاسرة و روعة الاخوة و الحب المتبادل و السعادة و في القرآن قصص حقيقية اخرى تستحق التوقف و التأمل و التدبر.
اشتقت لرمضان الذي اعرف.
مع الوقت نتبدل لا محالة.

صورة من النت

شاهدت هذه الصورة و تمنيت تذكرة ذهاب بلا عودة.

قبس هذا المساء

” اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، و اجعل القبر خير بيت نعمره، و اجعل ما بعده خير لنا” .

كلمة اخيرة
كثير كلام ينحس و لا ينقال !

~ بواسطة يزيد في أفريل 19, 2021.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.