الفنانه صافيناز ذو الفقار
( .. عندما كنت ما زلت بعد طفلاً، كانت صورتها تزيّن صالون بيتنا، وايضاً ثلاثة ارباع البيوت اللبنانية، وربما العربية.
بل ان صحفاً عالمية كبيرة يومها مثل (لندن نيوز) نشرت ايضاً صورها في الصفحات الأولى، ولم يكن معتاداً ان تنشر صحف اوروبية صوراً لسيدات عربيات في هذه الصفحات.
وكان فاروق ـ الملك الذي خلع عن عرشه عام 1952 ـ قد اعتلى عرش والده الملك فؤاد، وقد اختار فتاة من خارج العائلة المالكة لتكون زوجة له، وأحب الناس هذه الفتاة الوادعة الوجه ابنة الشعب، الرقيقة الابتسامة، والهادئة الجمال، وفرحوا بمشاهدة حفل زفافها يوم الخميس في العشرين من شهر كانون الثاني / يناير من العام 1935.
والفتاة التي دخلت في ذلك اليوم قصر عابدين لتصبح ملكته، كان اسمها صافيناز ذو الفقار، واسمها الأول فارسي، ومعناه باللغة العربية (الدلال الصافي) ولكنه تغيّر الى فريدة لكي يبدأ اسمها بحرف (الفاء) مثل جميع أفراد عائلة زوجها!.
وقد اكتسبت فريدة ذو الفقار حب الناس ببساطتها، وتواضعها، ولأنها ابنة الشعب لا ابنة القصور، وكان زواجها سعيداً في بادئ الأمر، ثم بدأت تتكشف لها خفايا الدهاليز الملكية، فاختلفت مع الملك فاروق، الذي ما لبث ان طلَّقها.
ويومها احب الشعب فريدة ذو الفقار اكثر، وخرجت المظاهرات في شوارع القاهرة والاسكندرية تندد بالملك، وتهتف بالشعار الذي ما زال الكثيرون يذكرونه حتى الآن وهو: خرجت الطهارة من بيت الدعارة..
ان كل هذه الصور التي ما زالت تختزنها ذاكرتي منذ ايام الطفولة توالت امامي كأنها فيلم سينمائي، وأنا في طريقي الى فندق (الميريديان) في القاهرة، لتلبية دعوة وجهت اليَّ لمشاهدة المعرض الثاني للوحات الملكة السابقة فريدة ذو الفقار.
ولقد آثرت ان يكون ذهابي الى معرض الملكة السابقة في غير الوقت الذي اقيمت فيه حفلة افتتاح المعرض رسمياً، وبحضور الكبراء والوزراء وأهل المجتمع الراقي، لأنني وددت ان اتفرج بدقة على لوحات الملكة، لا ان امر بها وامامها مروراً عابراً.
وفعلاً، وعلى مهل، بدأت اتجول بين اللوحات التي رسمتها ولوّنتها ريشة الملكة السابقة.
ان عدد اللوحات بلغ الخمسين، وكلها تمثّل روعة الطبيعة في مصر، وجمال الشاطئ، وزرقة مياه النيل، كما تصوّر التشكيلات الفنية للمراكب الشراعية، وتهتم بإبراز عمل صيادي الأسماك، ومعاناتهم من أجل لقمة العيش.
وايضاً ضمّ المعرض لوحتين احداهما تمثل مدينة البندقية في ايطاليا، والثانية قباب مساجد اسطنبول.
وكانت اللوحات الثماني الأجمل هي التي كتب فيها لفظ الجلالة »الله” داخل اطار فني جميل!. )
كان هذا ما كتبه الراحل محمد بديع سربيه رئيس تحرير مجلة الموعد في مرحلة الثمانينات حيث اقامت الملكه فريده معرضها الثاني ، كما كتب محمد مرعي حينها في زاويته اسبوعيات بمجلة (اسرتي ) الكويتيه بتاريخ 21 ابريل 1984 ميلاديه موضوع بعنوان ( فنانه ترتبط بجذور بلدها ) وبالامكان تحميله لمشاهدته كاملا بالضغط هنا
+ الصوره اعلاه للملكه فريده في معرضها الثاني بالقاهرة مع محمد بديع سربيه
+ توفت الملكه فريده بعد صراع مع اللوكيميا في مستشفي بمدينة نيويورك بالولايات المتحده الامريكيه عام 1988 يوم 17 اكتوبر كما نشرته جريدة ذا نيويورك تايمز ولمشاهدة الخبر اضغط هنا










شكرا لتذكركم للملكه الراحلة صافيناز
صافيناز said this on جانفي 17, 2008 في 5:48 م |
ومن ينساها !!؟
يزيد said this on جانفي 18, 2008 في 8:04 ص |