انسان
في السادس من سبتمبر عام 1982 ميلاديه ، نشرت سطور كتبها انسان مغترب لاهل وطنه بشكل عام وللصحافة بشكل خاص في مجلة كانت تباع في وطنه بـ 25 قرشا وفي البلد الذي يعيش فيه بـخمسة ريالات .
كان مقيم في تلك الفترة من حياته بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعوديه وكان بامكانه ان ينشر وجهة نظره و ما اراد في احد الصحف السعوديه المحلية او احد المجلات التي توزع عربيا بشكل عام .
لكنه لرغبة صادقة منه في ان تصل رسالته للمعنين بالامر ارسلها لمجلة تطبع وتصدر في بلاده ، رافضا ان تنشر بعيدا في الخفاء ويبدو كمن يشجب او يعترض بضعف وجبن في منبر لا يقف حوله احد ممن يتحدث عنهم ، وسلوكه هذا يؤكد انه لم يكن يسعى لان يرى موضوعه منشور واسمه موجود بقربه من باب التشاوف وحب الظهور فحسب ، بل كان يسعى الى احداث تغيير حقيقي و بداخله رغبة ما في الوصول الى ديموقراطيه حقيقيه ، هذا ان كانت الديموقراطيه – وعلى مستوى العالم – في الاصل حقيقه (!) .
كان اسمه محمد الحلو وكانت المجلة هي روز اليوسف في سنتها السابعة والخمسين ، وفي العدد رقم 2830 نشر الموضوع تحت عنوان ” محمد حسني مبارك .. انسان ” .
وكانت نظرته للانسانية هنا لا تنصب على نقاط الرحمة والحب بل كانت اوسع و اشمل ، مليئة بالصدق ، فهو يعلم ان الانسان يخطئ ويحتاج الى تصويب وتصحيح .. وربما كان يعلم ان اخطر ما يحيط الانسان بشكل عام وذوي المنصب بشكل خاص تلك الجوقة الكاذبة … التي قد تزين الزلل وتمجد العلل لتبدو وكانها المفروض والصحيح والمطلوب !
احببت نشر المجلة لهذا الموضوع الذي ينتقد الصحافة والاعلام الى حد ما ، كما تأثرت لما سطره محمد ومنذ 29 سنة واحببت اختصاره وبساطة اسلوبه وصدقه وكنت وما زلت انجذب – اغلب الاحيان – للادب وسمو الاخلاق والترفع والمحافظة على القيم عند الاختلاف اوالاعتراض او تسليط الضوء على مكامن الضعف او النقاط السلبية لدى الآخر وبطريقة تهدف للتعديل اكثر من كونها تسعى للانتقاد والاهانه والتجريح .
شعرت برغبة ما في اعادة نشرما سطربالامس اليوم ، للاطلاع على ما كتب وحفظه كصورة اضغط هنا .









