صباحي مع ريما
اليوم مبكرا أشتقت أن أطالع أحد أعداد مجلة ريما التي تعنى بنشر القصص المصورة ، رغبة بتصفح شئ خفيف ، يمضي معه الوقت و يسرح معه الخيال و تطالع به العين أشكالا و صورا أمامها و في مخيلتها و حاضرها و ماضيها !
لم تكن الصور و العبارات تعبر بشكل عابر ، كانت تستوقفني أشياء و أحب أشياء و أجد داخل القصة قصة أخرى ، اليكم بعض ما أخترت و بعض انطباعاتي و احاسيسي .
+ + +
احساس
هذا الاحساس أفهمه تماما ، المضي في رحلات لم تخطط لها ، بعيدا عن أماكن أخترتها و أخترت أدق ما بها .
ترحل للعيش في بيوت أنت غريب عنها و بشوق لبيت بات الوقت الذي يمضي و هو ينتظرك به أكثر من الوقت الذي تعيشه بداخله !
سفر يلتهم عمرك و في كل رحلة تلتقي بالمجهول ، و رغم حوادث الحياة المتكررة من مرض أو موت تشعر في كل مره و أنت تغادر عتبة بابك بأحساس المودع و من يخاف أن يمضي بلا عوده أو ربما عاد و قد خسر أحد محبيه و ربما بعض أحساسه بالحياة !
إن تجربتك قد تفرض عليك واقعيتها رغم حلمك و أمنياتك بما هو أفضل دائما .
+ + +
أمنية
أحيانا أستيقظ و داخلي رغبة في الهروب و المضي بعيدا حتى من نفسي و من جسدي و من أفكاري ، من أسمي ، من بعض الماضي الذي عشته و بعض التجارب .
أرغب أن أقبل على الحياة و كأني ولدت للتو .
هذا الهروب الى مكان بعيد بعيد لمس بالتأكيد شئ بداخلي قد لا أتقن شرحه و لكني أفهمه تماما !
كما أن القطار الغارق بالحنين و الملئ بالركاب ، و المتوقف بمحطات بها كل جديد و محتمل قد يحي الأمل و يأتي بنسيان قريب بعيد .
+ + +
حلم
لقطه أحببت بها شئ ، حسيت بها حلم كل مدخن ( التدخين في أي مكان ) ، و حلم كل انسان لا يدخن ( احترام المدخن لوجوده ) .
الأنسانيه ، تقدير احتياج الآخر ، الأستئذان هنا كان مؤثر و ذكرني ببعض أشخاص أحب بهم حين يدخنون تهذيبهم و مراعتهم للآخر بشكل قد يدفعك لأستنشاق دخانهم راضيا و سعيدا لفرط لطفهم و حبك لهم !
+ + +
علاقات عابرة
هنا أبتسمت و تأثرت في الوقت ذاته !
مشكلة أنسان هذا العصر قد تشبه مشكلة انسان العصر الذي سبقه و الذي يليه .
الخوف من الارتباط بعمق بعدا عن المسئولية أو حفاظا على مشاعره و الرغبة بعدم جرحها .
لذا ظهر سلوك ” الليلة الواحدة ” الذي يرسخ مفهوم مجرد من كل قيمة عاطفيه ، لكونه يعزز عادة قد تبتذل جسد الانسان و ترخصه حين يقدم لروح لا تعرف عنه شيئا و يجهلها ، فيصبح العطاء أستخدام ، و الجسد اداة و العلاقة الحميمة مقايضة ، بها الروح قد تنكسر و تتعب و تحزن و تكتئب و لو بعد حين .
إن تلك الروح التي حاولت أن تهرب من عمق العلاقة خوفا على مشاعرها ، قد تجرحها سطحية العلاقة بشكل مضاعف و بعمق أخطر !
+ + +
الأغاني
تظل اللحظة تسكن اللحن ، و بعض النغمات تعيد وجوه مضت و كأنها كانت هنا للتو ، الأغاني التي تبهجنا قد تؤثر بنا و تبكينا في بعض الأحيان ، تشعرنا بما أهدرناه ، بما فقدناه ، و كيف كنا في لحظة ماضيه أسعد حالا و أكثر حلما .
أغاني حين نعيد الأستماع لها قد نشعر بالرثاء نحو أنفسنا أو نحو من اخطأنا في حقه و ظلمناه ، لكوننا أحببناه دون أدنى مسئولية و رغم صدق أحساسنا في ذلك الحين كنا نعلم بأن الفراق ينتظرنا في آخر الطريق و أكملنا المسير الى أن فقدناه !
+ + +
يحدث أحيانا
أن نتعرف على شخص جديد و نمضي بعض الوقت معا و رغم سعادتنا الداخليه بوجوده ينتابنا شعور آخر قد يرتسم فوق وجوهنا و قد يراه هو ضجر !
دون أن يعلم بأنه حزن على وقت مضى بدونه و تأثر كبير لحضوره حتى و لو متأخرا و ربما خوف من فقدانه بعد معرفته و أحساس بالوحشة حين نجلس مع ذاتنا و نستعيد بالرغم عنا علاقات انسانية لم تكلل بأدنى نجاح و أنتهت دون أن نعرف هل العلة كانت بنا أم بمن عرفناه في تلك الفترة أم بأختلاف الظروف و الوقت !
+ + +
شعور أفهمه
في بعض الاحيان قد تحمل شعور غريب اتجاه شخص فهو لم يعد صديق كباقي الاصدقاء و ليس حالة تشبه اي حالة اخرى ، فانت تراه انسان كامل لانك عرفت ضعفه قبل قوته ، انسان حقيقي لانه لم يجتهد لخلق انطباع وهمي هش لاعجاب مؤقت ، كان يشبهك و كانك ترى بعض اعماقك في مرآة ، لذا احيانا قد تحمل صوبه شعور يتجاوز الصداقة العاديه و يقترب من الاخوة فترغب ان تعانقه كأحد أخوتك بلا سبب و اضح و ربما شعرت في لحظة ما أن في معانقتك له أنت تعانق بعض ذاتك دون أن تدري !
+ + +
قصة داخل القصة
و هي قصة الهروب من مشاكلنا عبر كل ما يخدرنا ، اللجوء إلى كأس يغيب أجمل ما بنا و ما يميزنا ، العقل الذي يحلل و يفكر و يمنحنا بعض توازنا ، فنهرب إليه هربا من مشاعرنا أو بحثا عن شعور آخر قد نتصور أننا من خلاله سوف ننساه فنضيف دون وعي منا لضيقنا ضيق آخر ، فيزيد الأرق و القلق و التعب .
أحببت هذه المقتطفات التي شعرت بأني حين أضعها معا قد تكون شئ مترابط و مبهج رغم ابتعاد الصور عن بعضها البعض إلا أنها لا تخلو من أمل .
+ + +
هو الهروب الى النوم …
لكونه يحملنا بعيدا عن حياتنا أو بعض ما لا نحبه بها ، نود أن نختبئ لوقت به تتجدد أشياء بداخلنا ربما قد وصلت مداها و أرهقتها رحلة الحياة بما فيها .
ربما كانت قدراتنا في هذا العالم أقل من سوانا ، لذا نجد أن حتى قدراتنا في النوم تتفاوت !
فهناك من يغرف منه متى ما شاء و يطيل ، و هناك من يسهر ينتظره و حين يزوره لا يمكث سوى لساعات قليله ثم يمضي ، فنستيقظ بجسد لم يملؤه النوم هدوئا و لم يزل به الكثير من الأعصاب المشدوده و الأحاسيس المرتبكه بسبب تفكير قد ينهك عقل حامله و يضنيه .
+ + +
حين قرأت هذه العبارة تذكرت روح صديقه تبسط ما يحيطها و لا تفني ذاتها بصغائر الامور التي تتعبها ، روح تجيد فن النوم كما تجيد فن العمل و بين الاثنين يمضي يومها برأس لا يتوقف عند أمور قد أقف أمامها و تستهلكني .
لهذه الروح أضيف هذه الصورة مرفقة بأعجاب كبير ربما كانت العبارة تعبر عنه .
+ + +
في حياة كل انسان اسرار و تفاصيل صغيره قد يرفض أن يواجه بها حتى ذاته ، يعيش و هو يتجاوزها و يدفنها و مع هذا تبقى مؤثره و موجوده و تحرك أحاسيسه بل أدق تلك الاحاسيس .
شعرت بهذا حين شاهدت هذه الصور و احدة بعد الاخرى و أستطيع ان أقول باني افهم هذا الشعور تماما !
+ + +
الروح التي تنشغل بما بين يديها ، مؤمنة بأن الماضي مضي و تسعى لأن تخرج كطائر العنقاء من تحت رمادها و أحتراقها لتحلق من جديد بأجنحة ترفرف في المدى و تود أن تصل و تغير في محيطها الذي تعيش فيه و تضيف له .
لهذه الروح اضيف هذه الصورة مع كامل حبي و تقديري .
+ + +
في هذه الصورة تدفقت اشياء كثيره في مخيلتي و عبرت ذاكرتي ، فكم من شئ لدي مرتبط بشئ ، دون أن يكون كذلك في حياة الاخرين !
إنها الذكرى الخاصة ، المرتبطه بماضي بعيد و أشخاص و أحداث و تفاصيل يوميه تمضي لكن عند حضور شئ صغير تعود معه كل هذه التفاصيل و أكثر !
+ + +
و يحدث أحيانا
من خرج من تجربة صداقه أو زواج أو أي علاقة أذت روحه الشفافه و المقبله على الحياة قد تحدث له انتكاسه و احساس عكسي بالاشياء ، فما كان حلم بالنسبه له يصبح كابوس عاشه ، لذا اعادة التجربه لديه أمر يستحق التأني و التدقيق فربما كان كابوس آخر .
أفهم هذا الاحساس خاصة لمن عاشوا الكابوس و أخذوا وقتا طويل ليقفوا على أقدامهم من جديد و يكملون المسير بأقدام سليمه وقلب مجروح و روح تحاول رغم ثقل الماضي ان تكون خفيفه و مرحه و تضيف لحياة الآخرين الكثير مما ينقصها أو فقدته في هذه الحياة .
+ + +
أحساس أفهمه
أن تنفر من مكان بلا سبب واضح ، ان ترغب بالمضي منه فجأة ، يحدث احيانا و افهمه ، فكم من مكان احببته و احببته اكثر حين بات لي فيه أحبة و اصدقاء ، بغيابهم لا يعود المكان كما عرفته و لا يعود لسابق عهده قبل معرفتهم .
فمعهم الاماكن اتسعت و في غيابهم تصبح اكثر ضيقا حتى لو كانت بيوت نعيش بها و ندرك تماما ان مساحتها لم تتغير قيد انملة !
+ + +
لحظات تبقى
لحظة لم نخطط لها ، ليلة لم نحسب لها حساب ، اشياء لا تحمل في ظاهرها سر جمالها بل في عيون من عاشوها و اختبروا صدق مضمونها .
إنها لحظات صدق ، لحظات ارتياح ، لحظات أتت طواعيه كأروحنا التي قد تلتقي بلا ميعاد معا ، فتبوح و تحكي بلا تردد أو خوف أو استهتار .
روح قد تثق بلا منطق تعرفه ، تسرد أدق الاشياء بلا تفكير ، تصبح أكثر شفافيه و دفئا و اقترابا في لحظة من عمر الزمن الملئ بلحظات متكلفة تزدحم بالأقنعه و الزيف .. لحظات كهذه لحظات تبقى و أن رحل الذين عشناها معهم !
اضافة :
هذا العدد صدر في السنة السابعة ، اخر شهر في عام ١٩٧٧ ميلاديه .
رائع رؤيتك للقصه
القصص التي كنا نقرأها بنهم زمان
احسست انها قيمه لاول مره دلوقتي
بجد شكرا
ممثلتي المفضله … مارينا كوفا
Hala said this on ديسمبر 22, 2014 في 6:38 ص |
🙂 شكرا
يزيد said this on ديسمبر 23, 2014 في 5:46 م |
معك يكون للأشياء البسيطة قيمة اخرى وعمق ابعد .. القصص المصورة ذات العبارات القصيرة هنا تتشعب و ترتبط بشخصيات ومواقف وتستحضر بعض الاحداث تكتب شعور وتمحو آخر و تلمس داخلنا الكثير ، جميل أن نجعل من كل شيء قيمة أكبر وتأثير أكثر كما فعلت .. أو تفعل دائماً 🙂
تفاصيل said this on ديسمبر 22, 2014 في 8:31 ص |
شكرا 🙂 أيضا .
يزيد said this on ديسمبر 23, 2014 في 5:47 م |