قهوة الصباح مع .. محمد خان
في هذه الايام اقضى بعض الوقت مع المخرج الراحل ” محمد خان ” ، استمع عبر سطوره الى اراءه ، و تجربته ، و مشواره السينمائي داخل الاستديوهات او خارجها ليصبح الحديث مرتبطا بمشوار حياة كاملة ، مليئة بقصص لم يتح للمتلقي معرفتها ، و لتفاصيل في عالم السينما و حسابتها قد لا يتوقف امامها المتلقي طويلاً .
هذا الكتاب طلبته من روح صديقه ، متصورا في البدء انه اقرب الى مذكرات مطولة او ما شابه ، لكن حين بدأت في قرأته هذه الفترة وجدت انها مجموعة مقالات غير مسهبه ، مختزله ، متنوعه ، و مختلفه ، لكونها تتحدث في مجال متخصص و عبر عين و احساس فنان اهتم حتى في افلامه برصد الاشياء الصغيرة لايمانه بأنها هي ما يصنع القصة .
لقد ذكر في لقاء له أن “الشخصية” في العمل الفني أهم من “القصة” – و أنا اتفق معه مليون في الميه – فإن اتيت بشخصية مليئة بالتفاصيل ستخلق لك القصه و الحدث و الظروف و الشخصيات الاخرى احيانا .
ايضا عرفت من خلال القراءة و مشاهدة حوارات معه على اليوتيوب ، ان افلامه الثلاثة و بالترتيب ” طائر على الطريق ، الحريف ، فارس و المدينة ” كلها تحكي عن شخصية واحده ، و هي شاب اسمه ” فارس” يرصد من خلاله تغيرات المجتمع و البلد و الظروف على فئات هامشية – تشبه الشخصية – التي قد لا ينتبه لها أحد .
في الفيلم الأول قام أحمد زكي بدور البطولة ، و تمنى أن يقوم بالدور في الفيلم الثاني لكن لاختلاف حول رؤية ” فارس ” في هذا الفيلم و شكله حدث الخلاف ، فقد كان فارس في فيلم الحريف شاب يتقن لعب الكرة في الحواري و يتم الرهان عليه و ينتمي الى مرحلة الثمانينات ، كان يراه “خان” بشنبات طويلة من الجانبين و شعر ” أفرو ” منفوش ، بينما يراه الراحل أحمد زكي شاب حليق الرأس تماما ، و في محاولات الاقناع عبر لقاءات متعدده و قبل التصوير بفترة وجيزة ، حضر أحمد له و هو حليق الرأس ، عندها قرر اسناد هذا الدور الى عادل أمام ، و قد شارك أحمد بصوته في بداية الفيلم حيث قرأ بصوته سطور كتبتها ابنة الراحل صلاح جاهين في أول الفيلم .
من الاشياء الآخرى التي استوقفتني أن أول فيلم – على مستوى العالم – تم تصويره في جزر “المالديف” كان من اخراج الراحل محمد خان ، و شارك به كل من فاروق الفيشاوي و ليلى علوي ، و كان عنوانه ” يوسف و زينب ” حيث يحكي قصة معلم لغة عربيه ذهب للعمل في الخارج ، ليحسن ظروفه و حياته المعيشية ، فيكتشف ان البلد التي ذهب لها بلد “نامي” لا يشبه الخليج او السعوديه، ليس به بترول ، بل بلد بسيط يعيش سكانه من الصيد و على حضور بعض السياح من وقت لآخر ، يتعايش مع الموقف و يبدأ في تعليم الطلبة اللغة و يحب فتاة من هذه الجزر التي قام سكانها بالتمثيل في هذا العمل .
هو كتاب قريب لنفس من يحب خبايا و كواليس السينما ، لكونه ملم ببعض التفاصيل التي رغب بأن يحفظها هنا فقد تسقط بمرور الوقت .
شكرا لمحمد خان على تدوين تجربته في ” مقالات ” جمعها بين دفتي كتاب ” مخرج على الطريق ” ، و شكرا للروح الصديقة على شراء الكتاب لي ، و شكرا للروح المحبة على فنجان القهوة الذي بات صديق الصباحات ، و ختاما اترككم مع مقال ” ذهب الليل طلع الفجر” الذي يحكي قصته مع فيلم المالديف – اضغط هنا – اضافة الى ذلك الفيلم المنسي .
اضافة :
+ هذا الفيلم تم تصويره في المالديف في منتصف الثمانينات ، و قاعدة بيانات السينما توضح هنا أن لا فيلم تم تصويره في هذا الموقع قبل هذا التاريخ .
+ لمشاهدة حديث قصير عن فيلم الحريف و ترشيح احمد زكي اضغط هنا .
+ قد كان له مدونة اتابعها بعنوان ” كيلفتي” و هي أسم احد الاعمال السينمائية التي حلم بها و لم ينفذها.
+ في فيلم ” فارس و المدينة ” هناك عاملة منزلية اسمها ” احلام ” تظهر في مشهد عابر ، هي نفسها امتداد لشخصية الطفلة التي ولدت في فيلم ” احلام هند و كاميليا ” و سميت بأحلام و في المشهد يسالها عن هند و كاميليا ، لتشعر بأن هناك عالم سينمائي موازي يعيش فيه “خان” مع شخصياته و عبر اكثر من عمل .
توغلك في الاعمال الفنيه ، القديم منها ، والحديث احياناً ، شي مبهر ، يجبرني على اعاده تقييم العمل نفسه ، والنظر له بمنظور اخر ، شكرا لك على هذه التدوينات النادره الوجود !
حكايا نون said this on ديسمبر 23, 2016 في 3:03 م |
العفو 🌹 و شكرا لتقديرك .
يزيد said this on ديسمبر 23, 2016 في 9:43 م |