عروس الماء

هي امراة اتت وحيده كقطرة ماء ، وحين ارتبطت به مجبرة غدت نهر من العطاء والتدفق ، وحين جرحت تبخرت وتلاشت وكانها لم تكن هنا في يوم ما .

انها حكاية عروس الماء المسكونة بحزن مبهم والقادمة من مكان متدفق لا يعرف الجفاف او القسوة ، عروس زفت لفلاح صعب المعشر والمراس وعاشت معه تحت الشمس .

قصة لم انساها احببتها ذات طفوله لرسومها وللموسيقى ولغموض الاجواء وبساطتها في الوقت ذاته ، كما احببت اللحن الذي كانت تترنم به وهي تبتعد بعيدا وكنت اردده في تلك الفترة .

كبرت وتلاشت النغمات من راسي لكن القصة بقيت بكل تفاصيلها ولم ازل اذكر الشعور الموحش الذي كانت تمنحه لي رغم كل المتعة في ذلك العمر الصغير .

هي جزء من عمل ظهر في فترة الثمانينات الميلاديه ، مسلسل كرتوني مدبلج قصير جدا ، في كل حلقة جديده يحكي لنا الراوي قصة من بلد ما وكان من ضمن قصصه هذه القصة التي احببت .

هو احد الاعمال التي تم العمل على دبلجتها وترجمتها للعربيه الفصحى في مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي ولا اذكر انه عرض على شاشات التلفاز  مثل حكايات عالمية والمسلسلات الاخرى الشهيره .

شاهدته لاول مره في لندن حين اشتراه والداي لي ولاخواتي من احد محلات الفيديو العربيه – محل قريب من فندق الهيلتون – مع مسلسل سبورت بيللي وكامل حلقات سندباد ، النسخ كانت مغلفه في علب بلاستيكيه كبيره ، تزينها صور لابطال تلك القصص ، بينما كان هو شريط واحد وحيد كتب فوقه حكايات من هنا وهناك  .

اضيف هذه الحكاية اليوم كوني وجدت العمل اثناء ترتيبي لبعض الشرائط في المكتبه – سعدت بذلك – و فكرت ان اضيفها فربما كان يوجد شخص آخر مثلي لم يزل يذكر تلك الحلقات ويبحث عنها .

للمشاهده اضغط زر التشغيل ادناه :

~ بواسطة يزيد في جوان 21, 2010.

2 تعليقان to “عروس الماء”

  1. لم أشاهد هذه الحكاية وأنا صغيرة لكني الآن حينما شاهدتها أحببتها و أثرت بي كثيراً .

    سأكتب هنا ما تأثرت به على شكل نقاط :
    – قبل بداية القصة أحببت الشعارات المتحركة و أحببت طريقة كتابة حكايات من هنا وهناك بالأقلام الملونة .
    – بساطة رسوم الشخصيات ملامح الفلاح حتى في مشهد هادئ تكون ملامحه غير مريحة نوعاً ما , شعر عروس الماء وهو أول ما وصفوها به ( فتاة ذات شعر أخضر طويل … ) .
    – انعكاس الضوء على ملامح عروس الماء وحزنها و هدوئها .
    – مع تبدل الحال للأفضل لم يلين و يهدئ الفلاح ويشعر بقيمة ما حوله بل ازداد قسوة ! وفي النهاية أصبح ( كل مايأتي من الماء لايساوي شيئاً) هذه العبارةاغضبتني .
    – حينما كانت جالسة على النهر و تنعكس حركته على شعرها أحسست أنه يناديها بطريقة صامته و ملحة .
    – أشعر أن عروس الماء كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر وحينما حدثت انطلقت و غنت و عاد شعرها إلى اللون الأخضر و جاءت السعادة إليها مرة أخرى .
    حكاية عميقة و جعلتني أربطها بالحقائق مثلاً رأيت شعر عروس الماء يتبدل تبعاً لحالتها النفسية وهذا أمر واقعي ويحدث لنا ونحن لسنا من الماء لكن بعض الأمور في القصة صحيحة وتحدث وليست جميع الأحداث خيالية .

    أشكرك على اضافة هذه الحكاية الجميلة جداً .

  2. اسعدني ملاحظتك لتبدل لون الشعر – مخافة ان عدم صفاء الملفات في يوتوب قد يعيق بعض التفاصيل من الوصول – وبكل صدق السطور التي كتبت عبرت عن الكثير الذي شعرت به ورغبت ان اضيفه لكن خشيت ان يكون الموضوع طويل وغارق في الذاتيه.
    مشاركتك لا تعد مشاركة بل اكمال للموضوع واستطراد لكل ما رغبت بقوله ولم افعل ، فملامحه غير مريحه وبعض الوجوه التي اراها على الواقع احيانا تذكرني به واشعر بانقباض منها لله في لله ولا اعلم ان كان بسبب الفيلم ام انها رسمت هكذا وفق للشعور الذي يشعر به اغلب البشر .
    شعرت ايضا انها كانت تنتظر اللحظه وشعرت ايضا ان القصة رمزيه اكثر من كونها خياليه بل وشديدة الواقعيه .
    هي فعلا حكاية جميله .. والاجمل حين تجد المتلقي الذي يتذوقها ويضيف اليها من خبراته وفهمه واحساسه .. شكرا للمشاركة المكملة للموضوع .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.