لم يزل العرض مستمر

منذ زمن وحتى الان لم يزل الاعلام يقضي وطره منا باسم ترفيهنا والاجتهاد في ملئ اوقاتنا بكل ما هو رائع ومفيد ، ولم نزل نستسلم له لا محبة بل لاننا اعتدنا عليه واعتدنا ان نقوم بتلك الممارسات اليومية التي باتت طبيعة تملكت سلوكنا ، فنجعل الشاشة مضيئه والصوت يصدح بالغرفه بينما نتشاغل بحديث او شئ آخر ونحيط ذاتنا بضوضاء قد تؤثر على جهازنا العصبي او حاسة السمع لدينا او القدرة على التركيز و الفهم  ، وربما كنا وحدنا نرقب ما يتحرك خلف الشاشة الزجاجيه بينما نسرح في مشاكل يوميه مررنا بها او احزان صغيره تسكننا ولا احد يشاهدها او يكترث لها .

نحن في نظر الاعلام العربي للاسف كائن استهلاكي فحسب ورقم يساعده على رفع قيمة الاعلان وهذا ما يعنيه بالدرجة الاولى ولنكن بعد ذلك اي شئ  آخر فهو لا يكترث حقا بنا.

لا يهمه ان يعمل بصدق اكبر واجتهاد كي يقدم ماده ترفيهية تمتعنا حقا ، لا يعنيه ان يوسع مداركنا او يزيد من ثقافتنا بشكل يليق به قبل ان يليق بنا ، اعلام منفصل عن الاراضي القادم منها او التي يبث عبرها ولا يحاول ان يسهام بقدر بسيط في دعم الحركة التنمويه التي باتت بفضله و باستجابتنا  ذاويه و ذابلة كزهرة منحنيه الرأس ، اعتقلت في مزهرية بلا ماء منذ زمن واليوم لو لمستها يد تفتت بكل يسر و سهوله ودون اي جهد يذكر .

ان الترفيه فن ولن اقول رساله ، والفن ابداع ولن يكون وظيفة ، والابداع يقاس بالاتقان والجديد الذي به وبمعايير مختلفه عن عدد الساعات التي تبث دون ان تجلي الهم عن النفس بل ربما تزيده .

الرسمة اعلاه ليست جديده ، حين رأيتها ادركت ان العرض قد بدء منذ زمن وان المهرجان الاعلامي الرمضاني يشبه رجل سادي كلما قرأ الاعتراضات او سمع ألم و شكوى ازدادت رغبته في افتراس المشاهد وهتك عبادته وروحانياته بكل ما يستطيع .

الرسمة  بريشة مؤلف فوازير رمضان ورسام الكاريكتايور الراحل صلاح جاهين رحمه الله ، وهو هنا لا يتناقض مع نفسه بقدر ما يظهر حقيقه قد نلتقي معه فيها  وهي اننا بتنا نعتاد الشئ ونمارسه وفق السياق اليومي حتى وان كانت عقولنا ترفضه او لا نشعر برغبة حقيقيه لممارسته وهذا هو المحزن !

~ بواسطة يزيد في أوت 26, 2010.

2 تعليقان to “لم يزل العرض مستمر”

  1. مؤثر جداً .

  2. شكرا.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.