اجواء الثلاثينات في مجلة .
نشر هذا الكاريكاتير في مجلة ” الفكاهة ” العدد 201 الصادر بتاريخ الاربعاء 11 اكتوبر 1930 ميلاديه .
يظهر به العسكري ممسكاً بالرجل الذي أنقذه من الغرق و هو يقول :
– يلا قدامي ع السجن .
– سجن ايه !؟ .. ده انت كنت غرقان و طلعتك من النيل !!
– طلعتني ما طلعتني لازم تروح القسم ، هو انت مش شايف اليافطة اللي مكتوب فيها ممنوع النزول في النهر !
الرسم بريشة ” شوقي ” و الفكرة قد تكون ” بساطة ” العسكري البادية في فهمه للقانون و تطبيقه له ، أو ربما كانت ترسيخ للمثل الشعبي القائل ” ما ينوبك يا مخلص الا تقطيع هدومك ” .
هنا أعلان عن مطعم سوري في القاهرة ، يستقبل الزبائن و يورد الطلبات للمنازل ، استوقفتني عبارة قسم خاص بالعائلات ، و دفعتي لتخيل اجواء تلك الفترة ، تداخل الثقافات ، القدرة على التعايش ، بدايات السينما ، ازدهار فن المسرح و الصالات ، و وجود كافة الاختيارات التي تتناسب مع فئات المجتمع المختلفة ، المحافظ منها و المنفتح ، و ايضا عروض خاصة للسيدات .
ايضا اسم المطعم استوقفني – ” التوفيق ” – شعرت و كأن من اختاره يُبدي تفائله ، مستعيناً بايمانه و مدركاً أن التوفيق سيأتي إن الله اراد ، اسم به مساحة من الأمل ، و ربما كان لهذا النوع من الاسماء سطوة على الجماهير ، التي قد يلامسها هذا الأسم أو ذاك و يجذبها في ذلك الحين .
هنا اعلان لحفل ساهر في صالة بديعة ، ابتسمت حين قرأت التلفون الذي يتكون من اربعة ارقام فحسب .
كما شعرت أن الجزء الأخير من العبارة ” باستعداد لم يسبق له مثيل ” في صياغته شئ من حوار افلام الأبيض و الأسود .
ثم فكرت ربما هي الصياغة المتبعة في ذلك العصر بشكل عام لا على الشاشة فحسب ، مفردات قد تقرأها في الصحافة ، يتداولها الناس ، تنعكس على الحياة العامة للحد الذي به قد يستخدم العامل البسيط الفاظ منتقاة ، يرددها بكياسة و بأسلوب لا يخلو من تهذيب .
هذا الجزء اقتطفته من صفحة ” خواطر سكران ” لكوني شعرت بأنها لا تصفه فحسب بل تصف الشعب المصري الى اليوم ، ذلك الشعب الذي يقاوم متاعبه بنكته ليبسطها ، و يواجه مصاعبه بابتسامة ” مضادة ” لكل اكتئاب قد يعتريه أو يؤثر فيه ، و … عمار يا مصر .
شعب .. ذات مره …
بكل معلومة عرفتها عنه , أزداد إحتراماً لماضيه .. و غضباً لحاضره
تباً لمن يعش ماضيه و يجحد حاضره.
http://www.allataif.com/
o7447o said this on أوت 8, 2015 في 4:07 م |