شريهان و ذلك الدكان

10OCT2015W

في ممر مرصوف ،  لا تدخله السيارات ، و منذ عدة سنوات عبرت مع والدتها هذا الطريق .
شابة تحلم و أم سعيدة بابنتها ، سارت بأقدام تتلمس درب جديد، خطت و هي تفكر الى أي درب ستمضي مع هذا المنعطف – الفوازير – الذى أتى بلا تخطيط و قبلته بلا أدنى تردد .
قيل ” الحياة فرص ” و هي كانت تحاول أن تتعلم مبكرا كيف تقتنصها ، و تستعد لها ، و تواجهها بأفضل صوره ، و على مدى عمر أتقنت أن تصافح  أعتى الظروف و أكثرها غموضاً و اضطراباً بوجه تزينه ابتسامة ممتده كيد بيضاء ، تحمل في راحتها تحدي مسالم ، و في نبضها روح رياضية تتجاوز ما قد يتوقف لديه الآخرون و يعيقهم عن الأستمرار أو المضي   .
كانت تشبه ” مُهر ” جامح ، هوايته تجاوز الحواجز و قفزها رغبة للوصول لأفق بعيد يتسع له و يرضي طموحه .
هنا في مدينة الضباب كنت أسير اليوم و تأخذني الذاكرة بعيدا ، لصوت ما أخبرني ذات طفولة بأنه شاهد صورتها معلقة فوق جدار ذلك الدكان ، مضيت في ذلك العمر الى هناك و شاهدت الأبتسامة ذاتها منبهراً ، كانت تقف داخل الاطار قرب المصمم الذي يعمل و يشرف على هذا المكان ، كانت تبدو فراشة مضيئة .. كانت شريهان .

10OCT2015B

راودني حنين لتلك الأيام و لذلك الزمن بكل تفاصيله ، عدت لممر ” ميلتون ” المرصوف بالحجر ، و في ذاكرتي صور مضى عليها سبعة و عشرين عام ، حملت عدسة هاتفي و اقتربت نحو ذلك المبنى الأبيض .
قبل الدخول لمحت سيدة تطفئ سيجارتها بعد تدخينها في ركن خفي قرب الباب ، سبقتني في الولوج و هي ترتدي ثياب الوانها تتراوح ما بين الرمادي و الأسود ، حتى شعرها الذي جمعته للخلف كان كذلك ، حين دخلت وجدت أن المكان تبدل كالزمن تماما ، الصورة غادرت الجدران ، حين هممت بسؤال بياعة تقف خلف الصندوق ، و بدأت اسأل و أصف ، أجابت تلك السيدة و الشيب يلون بعض خصلات شعرها ” شريهان ، اذكرها تماما ،  لقد كانت تأتي مع والدتها و تشتري الكثير الكثير من هنا ” .
سألتها عن الصورة ، عن بعض التفاصيل ، هزت رأسها و اكتفت بأبتسامة و هي تقول ” أنت تحدثني عن حقبة مضت ” ثم مضت ، استأذنت البائعة الآخرى أن أصور المحل من الداخل فلم تمانع ، صورت سريعاً ثم مضيت .
في المساء عدت مرة اخرى ، كان الممر خاليا ، هادئا و لا يوجد به إلا قلة من البشر ، كانوا يعبرونه ليمضون من طريق لآخر ، بخطوات سريعه كأعمارنا التي تمضي ، تخيلت تفاصيل كثيرة ، و تصورت ربما يوجد هناك من يرغب بمعرفة بعض هذه التفاصيل او مشاهدة بعض ما شاهدت ، و ربما لان ” الأيام بتمحى الأيام ” كما غنت فيروز ، انتابني شعور ما دفعني لتوثيق هذه المشاعر و اللقطات هنا.

اضافة :
+ للمزيد عن المتجر .
+ للمزيد عن سايمون ويلسن .

~ بواسطة يزيد في أكتوبر 11, 2015.

3 تعليقات to “شريهان و ذلك الدكان”

  1. اختيارك للموسيقى وامتزاجها مع صوت الواقع شيء يشبه سطورك .. حينما يمر شريط الذكريات كنغم ساحر يدهشنا و يسرقنا من اللحظة ، شكراً للاحساس و الجمال هنا .

  2. موسيقى الفيديو من فوازير شريهان مع الفيديو و كلامك وتعابيرك خلتني نعيش لحضات و نرجع بالذكريات او نتخيلها ما احلى هذا الشعور و ما احلى شريهان

  3. اكثر من رائع تسلم الايادي و اجمل نجمة شريهان

اترك رداً على eya ben rais إلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.