اغنية ست الحبايب مثلا

22mar2018d.jpeg

لم تؤلف و تغنى اغنية ست الحبايب في وقت سريع كما هو متداول بين الناس اليوم ، بل ان الموسيقار محمد عبدالوهاب تردد في اصدارها حين وصلت له الكلمات و لحنها لأحساس مباغت انتابه بأن والدته قد ترحل عن الدنيا بعد صدورها و يشاء الله ان تأتي الأقدار و ترحل أمه قبل صدورها !!
قيل ان حسين السيد شاعر الأغنية ذهب لوالدته قبل عيد الام بيوم دون هديه و كتب الكلمات على السلم و اهداها لها فقالت له متسائلة ” هل هي اغنية لي !؟ ” قال ان اردتي ان تكون كذلك ، و كلم عبدالوهاب ليسمعه الكلمات ، و الملحن الكبير بدوره دون الابيات على ورقه و لحنها و في صباح الغد غنتها فايزة احمد في الاذاعة !!
وفق معرفة بسيطة لملامح الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب فهو فنان يحب التجويد و التأني و لا اتصور وفق هذه المعرفة ان يصدر عمل بشكل رسمي دون بروفات عديدة و اغلب من تعامل معه من الفنانين يعرف ذلك، كما اشعر بأن شخصيته تتسم بمحاولة الاتزان نوعا ما لذا لن يقفز اثناء مكالمة من مكانه لكتابة كلمات حسين السيد خاصة انه بامكانه و ببساطة ان يطلبها ان اراد هذا، و مع هذا يتداول الناس القصص الغير صحيحه و يفرحون بها اكثر من فرحهم بالقصص الحقيقيه العاديه و البسيطة، تجذبهم الاسطورة في الحدث اكثر من الصدق، و هذا الأمر لم يعد يقتصر فقط على اغنية او تاريخ فني ، بل على تاريخ اوطان ، و للاسف اديان يحرف الحديث بها عن مكانه و تفسر الآيات القرانية بغير ما هي ، فتجد الاسرائيليات – وهي الاحاديث الغير صحيحه – باتت تنتشر و يتم تداولها كرسائل على اجهزة الهاتف و كأنها حديث قدسي لا ينكر، و يتكرر الامر دائما دونما بحث او تحري او تدقيق و السبب قد يعود لكسل شديد او وجود شخصية يتداخل لديها الواقع بالخيال فتسمح لذاتها ان تضيف و تؤلف و تضع ما هو ليس موجود في حياة ارواح ماتت و غادرت الحياة و ربما ايضا نية غير صافية و رغبة في ان تنحرف الأمور لدى الناس عن مسارها الصحيح تماما مثلما قام بعض اليهود بتأليف الاسرائيليات و تدوالها و خلطها مع الاحاديث الصحيحة.
اليوم و في صباح اليوم التالي لعيد الأم ، رغبت ان اضيف هذه القصاصة من مجلة “كل الناس” في سنتها الثالثة، و بالتحديد العدد ١٤٣ الصادر بتاريخ الاربعاء (٥ – ١١ فبراير) من عام ١٩٩٢ ميلادية، زاوية “حكاوي الغناوي” – عنوان على وزن “حكاوي القهاوي” و هو برنامج كان يقدم في تلك الفترة على التلفزيون المصري و تقدمه سامية الأتربي – و بها سطور قصيرة عن العمل و بعض التفاصيل، مع رابط للقصة الغير صحيحة و المعدومة المصدر و التي نشرتها خلود علي في اليوم السابع و نشرتها قبلها اسماء اخرى ، علما ان الأغنية الوحيدة التي اعرف انه تم تلحينها في وقت قياسي و سريع هي اغنية ” يا واد يا تقيل” و التي ظهرت في فيلم “خللي بالك من زوزو” و غنتها الراحلة سعاد حسني و لحنها كمال الطويل على البيانو و كتب النوتة الموسيقية مدرس موسيقي آخر – اتضح لاحقا انه مدرس حسين فهمي و الذي لم يشاهده منذ طفولته– و كتب الكلمات الفنان صلاح جاهين، و من يبحث سيجد هذه التفاصيل في مجلات قديمة و وردت على السنة اصحاب القصة انفسهم و في حياتهم بخلاف قصص عديدة اصبحت تروى و هي مليئة بالافتراء دونما مصدر او ادنى توثيق لها.

~ بواسطة يزيد في مارس 22, 2018.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: