رسالة الى سعود الفيصل
مدخل
” حقاً ، المحبة من الله ! “
الرسالة :
حبيبي الذي لم التقي به يوما ، و لكنه كان يمثلني طوال عمر كامل .
اشكرك بعمق التعب ، و بتأثر قد لا أستوعبه حتى الآن كي أصفه ، لكني أشعر به !
كم هو صعب أن يمضي انسان نثق به ، في زمن أهتزت به الثقة و كثرت المخاوف .
أنت روح وجدت قبل وجودي ، و ثقتي بها أتت عبر عشرات السنين ، و عبر الآخرين و التجربة .
توليت منصبك في وزارة الخارجية في منتصف السبعينات ، بعد تحصيل علمي و تدرج وظيفي .
توليته في شهر اكتوبر ، بعد أغتيال أبيك – رحمة الله عليه – بسبعة شهور ، و بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بشهور ، و بعد انتهاء حرب فيتنام بشهور أخرى .
كان العالم يشتعل بالخطط و الأحداث كعادته ، و كان وميض الرومانسية يتراقص قبل انطفاء توهجه بالتدريج .
مع هذا ، كنت أنت بنظرة عينيك ، و طول قامتك ، قادرا على ايقاظ مشاعر عديدة في قلب من يراك ، لتصبح دون تخطيط منك ، و دون ارادة ممن شاهدك ، أول موظف حكومي له معجبات و كأنه نجم سينمائي تخصص في أدوار الفتى الأول !
رغم هذه ” الكريزما ” العاليه ، بقيت سمعتك عطرة لكونك كنت تمتلئ بنضوج مبكر ، تزن كلماتك ، تختارها بعنايه و تنتقي الأنسب ، مدركا الدور الذي تمثله ، و تعلم ضمنيا أنه ليس استعراض بل دقة و انضباط .
توليت منصبك و كنت تتحدث سبع لغات ، الانجليزيه و الفرنسية و الايطاليه و الألمانية و الاسبانيه و العبريه بالأضافة الى العربيه ، أمضيت في هذا العمل أربعين عاما ، كنت بها نجما مضئ و لسان حال ، يعبر عن وطن كامل بثقة ، و تأني ، و دبلوماسية تبتعد تماما عن التباهي و الأرتجال .
اليوم أنت تترجل عن حصانك ، فالتعب لا يترك أحدا ، و المرض حيا يرزق ، تمضي بقامتك الطويلة كما أتيت ، و تتوارى لتبقى رائحة سمعتك العطرة تضج في المكان ، بلا صوت ، فنستنشقها و نتنفسها بحب ، و برأس مرفوع ، و بقلب يملؤه الامتنان .
شكرا بتأثر يضاهي جاذبيتك ، و بصدق يوازي صدق دبلوماسيتك ، و بأحترام يضاهي احساسك بذاتك و وطنك ، يا من في حياتنا منحتنا حياتك … أكرر شكري.
على الهامش :
+ الصورة المضافة هي غلاف مجلة ” اليمامة ” العدد ٦٦١ ، الصادر يوم الجمعة ٢٣ رمضان ١٤٠١ هجريه ، الموافق ٢٤ يوليو عام ١٩٨١ ميلاديه ، و قد قمت بمسحها ضوئيا صباح هذا اليوم لرفعها مع الموضوع ، بعد قراءة خبر ” الموافقة على طلب صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية إعفاءه من منصبه لظروفه الصحية ” .
👍🏻الله يجزاه الف خير و يشفيه و يعافيه
RAna said this on أبريل 29, 2015 في 2:00 م |
امين
يزيد said this on أبريل 30, 2015 في 11:04 ص |
أتمنى أن الأمير سعود يكتب مذكراته ……………….أعلم أن هذا لن يحصل أبدا ومكتوب علينا أن نقرأ تاريخنا وحياتنا بأقلام أجنبية لا تعرف تفاصيلنا أو عربية حاقدة حقد أعمى
مريم said this on أبريل 29, 2015 في 10:26 م |
ياريت
يزيد said this on أبريل 30, 2015 في 11:05 ص |
مؤثر أن يُقدر والأكثر تأثيراً أن يُقدر بطريقتك .. رسالة مؤثرة مليئة بتفاصيل الأيام والسنين و محفوفة بالمحبة الصادقة ، شكراً .
تفاصيل said this on أبريل 30, 2015 في 2:10 ص |
الشكر لك
يزيد said this on أبريل 30, 2015 في 11:05 ص |
كم كنت اتمني رؤيتك و من اين لي بذلك لاقدم لك جزيل الشكر لموقفك النبيل تجاه مصرهذه وقفة رجال 1973 كما كان والدك رحمه الله و هكذا يكون الرجال يا غالي يا ابن الغالي
randa said this on مايو 3, 2015 في 4:23 ص |
تعيشي يا رندا
يزيد said this on مايو 3, 2015 في 9:26 ص |
http://www.sa3oudinews.com/read.php?id=50213#.VUYvszmm3qB
خالد الزهراني said this on مايو 3, 2015 في 5:28 م |
ألقِ نظرة على تغريدة @saeedhq2: https://twitter.com/saeedhq2/status/594252593351688193?s=08
خالد الزهراني said this on مايو 10, 2015 في 10:57 ص |