جملة عابرة
كانت الشوارع التي تحيطني أقل ازدحاما و كانت مشاعري الداخليه اكثر هدوء و ركودا ، هذا الاحساس جعل بها استعداد غريب لأن تتلقى أي جمله عابرة بشكل أبعد مما تعبر عنه الحروف و اكثر عمقا .
اسمه مروان و ولدنا في العام ذاته ، غرباء التقينا و غرباء سنمضي ، كان يمسك بدفة القيادة و كنت بالمقعد المجاور تأخذني الاماكن و اراها في الصمت الذي يحيطني بعيون بؤبؤها أكثر استقرار و تأملا .
كانت الدرب سالكة و كان الاتجاه لمنزلي ، بصوته العميق و لهجته اللبنانيه القى عبارته هذه كحجر في بركة ماء ، لتتسع الدوائر و يتشعب الاحساس بها و يكبر .
بالليل .. قد تكون الافكار و الهواجيس أقرب ، في ظلمته الساتره و حاناته و غرفه المغلقة قد تكون المعصيه أسهل و الزلات أقرب للتحقيق ، تحت قبة سماءه المفتوحه قد يكون درب الدعاء اكثر حميميه و صدقا و الاحساس بالله و الطبيعة و الاشياء اكثر شفافيه و سطوه ، كانت عبارته بسيطه و عميقه و يسكنها غموض ملهم مثل العبارات التي كنت اسمعها في مسرحيات فيروز ، عبارة تقف بين حد البراءة و اقصى حدود الذنب .
بالليل كل شي بيصير قريب .. و في الليل و فوق مرآة قمره المضيئة قد تعرف حقا من أنت !!